تغيرت كثيرا وسائل التعارف على مر الزمن، من الخاطبة للصالونات للنوادي والجامعات وحتى العالم الافتراضي وصفحات فيس بوك، ورغم التحذيرات العديدة للدخول في علاقات عبر هذا العالم، فإن للواقع رأي آخر، واقع يؤكد أن العديد من الزيجات لعب فيها "فيس بوك" دور البطولة، وهنا ندخل لقلب تلك القصص، ليروي أبطالها رحلتهم من اللايك وحتى باب المأذون.
إذا ما وجهت تساؤلك إلى أى شاب أو فتاة، "هل تقبل أو تقبلين الزواج عن طريق الفيس بوك"، ستكون إجابة الكثير منهم أو منهن على الأرجح "لا أنا مش ممكن أرتبط عن طريق الواقع الافتراضى"، ولعل هناك مقولة تتردد كثيراً على مسامعنا فى الآونة الأخيرة :" مش ممكن التعارف على فيس بوك يبنى أسرة وبيت".
لكن هنا يرويأبطال 4 قصص للزواج عبر فيس بوك قصص رحلتهم التي كتب النجاح لبعضها وانتهت بأسرة سعيدة، وانتهى بعضها الآخر بالطلاق ولم يتمكن من الاستمرار.
حسناء وعمرو.. من أدمن جروب لإدارة منزل
بدأت حكاية حسناء 25 عاما وزوجها عمرو 29 عاما، عندما تشاركا فى إدارة أحد الجروبات التى تضم أعضاء كثيرين على موقع التواصل "فيس بوك"، لكن شرارة الحب الأولى بدأت عندما أصيب عمرو بمرض السرطان اللعين، لتجد نفسها ملهوفة عليه بعد غيابه فترة طويل عن الجروب لتبحث عن رقم تليفونه حتى عثرت عليه مع أصدقاء الجروب.
وتقول حسناء، اتصلت عليه من أجل الاطمئنان على صحته بعد الإصابة بهذا المرض الخطير وكنت داعم معنوى له حتى بدأت قصة الحب الأولى ليفصح عن مشاعره ويعبر عن حبه الصريح لى، فى نفس الوقت بدأت مشاعرى تتجه نحوه حتى بدأ التعافى من المرض لننتقل من مرحلة الصداقة إلى مرحلة الزواج.
وتضيف حسناء بعد معرفة أكثر من عامين لم نرى بعضنا وجها لوجهة إلا بعد عامين وهو الوقت المحدد للخطوبة، حيث كان حديثنا على الفيس بوك فقط، فاتح كل منا أسرته ولم نخبئ عليهم طريقة التعارف الإليكترونية ولم يمانعوا فى إتمام الزواج طالما أن هذه حياتنا وتأكدوا بعد السؤال التقليدى عن أخلاق كل أسرة، لكن العقبة الوحيدة التى كانت تهدد الزواج هو أفراد من أهل زوجى بحجة بُعد المسافة بيننا لأننى أعيش فى الإسكندرية بينما يعيش عمرو فى الأقصر.
وتستكمل حسناء حديثها عن تجربتها بعد فترة طويلة من المفاوضات والإصرار من جانب زوجى مع أهله تم الزواج بهدوء وسعادة، ونعيش حاليا فى الأقصر بجانب منزل أسرته التى يبعد عنها أمتار قليلة، وحياتنا الآن مستقرة ونتمنى من الله أن يرزقنا الذرية الصالحة.
وعن تقييمها لتجربة الزواج من على مواقع التواصل الاجتماعى، قالت حسناء: "تجربتى الحمد لله كانت ناجحة وأهمها إرادة زوجى وصموده تجاه المرض اللعين حتى شفاه الله، لكنها تنصح الفتيات بأخذ حذرهن حتى لا يقعوا فريسة لهواة اللعب بقلوب بنات الناس".
حنان وممدوح.. من الحب للشك
قصة جديدة لكنها مفعمة بالأحداث المأساوية، حنان 22 عاما وممدوح 24 عاما، بدأ تعارفهما أيضا عبر أحد الجروبات الخاصة على فيس بوك، حاول ممدوح أن يرسل لها طلبا للصداقة ليصبح أقرب خصوصية فى التواصل من الجروب، لكنها كانت ترفض دائما بداعى أنها لا تقبل إضافة أى شاب، ظل ذلك لفترة طويلة لا يكل ولا يمل حتى رضخت لإصراره وقبلت الصداقة، وكان هو الشاب الوحيد الذى أضفته على حسابها.
تقول حنان، بعد فترة طويلة اقتربت من العام وتحديدا 11 شهرا كاملة، قبلت صداقته على الحساب الخاص بى على الفيس بوك، أصبحنا نتحدث فى أمور الحياة المختلفة، بعد مرور ما يقرب من أسبوعين بدأ يلمح بكلمات الحب والارتباط وكنت أعمل نفسى "من بنها" كما يقال، حتى أعجبنى كلامه المعسول والمزركش بالمشاعر والأحاسيس الناعمة.
وتضيف حنان، شهران كاملان يطرب أذنى فيهم بكلامه المعسول الذى تحب أن تسمعه الفتيات، طلب منى خلالها إرسال صورى ورقم تليفونى لكنى كنت أرفض تماما، ومع إلحاحه لطلب الصورة وإصرارى الرفض، فاجئنى بإعلانه عن حبه وهيامه الشديد بي، كان هذه اليوم هو أسعد أيام حياتى كادت أن تتوقف فيه دقات قلبى عن النبض من فرحتى الشديدة، لكننى لم أترك مشاعره تثير مشاعرى وأعلنت مقاطعته لفترة طويلة كان يراسلنى خلالها لكنى كنت أرفض الرد.
وتتابع حنان، مراسلات كثيرة منه كنت أرفضها حتى صارحنى مرة أخرى بحبه الذى لم يقدر على نسيانه والعيش بدونى، فوجئت به يطلبنى للزواج رسميا، كنت بداخلى مسرورة وسعيدة، وبعد فترة قصيرة من التلعثم والحيرة أعطيته رقم والدى الذى اتصل به على الفور وحددا موعدا للقاء وطلب يدى رسميا.
"أخيرا.. لقيت حب حياتى وهيجمعنا بيت واحد" كانت هذه الكلمات هى أول ما دارت فى فكر حنان، التى تستكمل حديثها، وافقت أسرتى على الزواج على الرغم من أننا من محافظتين مختلفتين فى دلتا مصر، إلا أننى فضلته وترك أهلى وصحباتى وكل حياتى من أجل بناء بيت سعيد وأسرة صالحة.
وتستكمل حنان تجربتها، مرت مراسم الزواج وانتقلنا لعش الزوجية فى إحدى القرى الريفية البسيطة وكنت سعيدة فى البداية بالجو الجديد الذى سأعيش فيه بعيدا عن صخب المدينة، لكن مع الأيام اشتقت لأهلى وصديقاتى بعد انشغاله فى العمل وغيابه لفترات طويلة عن المنزل، خصوصا أننا تأخرنا فى الإنجاب فبدأت أشعر بالوحدة والعزلة، حتى طلبت منه فى أحد الأيام أن يقدم لنا على هاتف والاشتراك فى شبكة الانترنت للتواصل مع أهلى من ناحية ومن ناحية أشغل وقت فراغى وغيابه عن المنزل، لكنه كان يماطل بحجج مختلفة، حتى حدثت مشاجرة كبيرة بيننا والتى أعلن فيها عن رأيه الذى صدمنى "ايه يضمنلى انك مش هتكلمى شباب وأنا بره البيت".
بنبرة حزينة تستكمل حنان قصتها، صعقت من كلامه الذى طعننى فى شرفى، فأنا من تركت أهلى وأصدقائى من أجله، لم أدر بنفسى عندما استفقت من حالة الإغماء التى أصابنى لأجد نفسى فى المستشفى وبعد خروجى كانت نقطة التحول فى حياتى الزوجية، حيث بدأ بعدها يضيق الخناق حولى ومنعنى من زيارة أهلى نهائيا، وعندما أطلب منه زيارتهم ينهال علىّ بالضرب باللكمات وأحيانا "الشومة" مرارا وتكرارا، حتى غافلته فى أحد الأيام وهربت لمنزل أسرتى الذين تصدوا له بالقوة حتى تم الطلاق لكنى لم أحصل على محتويات "القايمة" من عفش الزوجية حتى ملابسى لم أحصل عليها.
وعن تقييمها لتجربتها القاسية، أكدت حنان أنها أضاعت سنوات من عمرها بسبب شخص لم يقدرها جيدا وطعنها فى شرفها، ناصحة الفتيات عدم الإنجرار والإنصياع لمن يتصنعون الطيبة والحنية خلف جهاز الكمبيوتر.
صفاء ومحمد.. 15 شهرا شات انتهت ببيت وأسرة
يبدو أن مفتاح التعارف للزواج على فيسبوك هو الجروبات الخاصة التى تضم أعضاءها فئات عمرية مختلفة واهتمامات مشتركة، فمثل التجربتين السابقتين بدأت قصة صفاء 27 عاما المقيمة بحلوان، ومحمد 28 عاما ويقيم فى ضواحى شبرا الخيمة، من خلال جروب "الخدماوية" المهتم بخريجى وطلبة الخدمة الاجتماعية على مستوى الجمهورية، كانت شرارة التعارف لعبة كرسى الاعتراف يلعبها الأعضاء اليكترونيا من خلال اختيار عضو من الأعضاء ثم يسأله الأعضاء الاخرون.
تقول صفاء، عندما حان دورى فى كرسى الاعتراف انهالت على الأسئلة من كل الأعضاء والتى كشفت عن الكثير من جوانب شخصيتي، لكن حينها لم يسألنى محمد أى سؤال ولكن بعد انتهاء اللعبة أرسل لى طلبا للصداقة عبر حسابى الشخصى لكن لم اقبله الا بعد حوالى يومين او ثلاثة من باب "اتقل شوية على الزبون" ولم اتردد فى قبوله لانى كنت أتابع منشوراته فى الجروب التى كانت معظمها منشورات دينية واجتماعية تدعو للتطوع وأعمال الخير.
وتضيف صفاء، ظللنا نتحدث بشكل متقطع حتى بدأت تزداد يوما بعض يوم لتصل إلى محادثة يوميا لمدة ساعتين أو ثلاثة حتى أصبحت هناك مودة بيينا.
وفى أحد الايام أعرب لى عن إعجابه بشخصيتى والتزامى الدينى مبديا رغبته فى مقابلة أسرتى للتقدم رسميا، وكنا وقتها لم نتقابل وجها لوجه، ولكن لم أخف مشاعرى نحوه كثيرا حتى قبلت طلبه بالموافقة على الزواج منه وبالفعل فاتحت أهلى بالموضوع واتفقنا أنا ومحمد أن نقول لأهالينا إننى قريبة أحد أصدقائه وهو قريب احد صديقاتى حتى لا ينفروا ويعرقلوا الزواج.
وتستكمل صفاء قصتها، تم التعارف على الفيس لمدة سنة و٣ أشهر حتى الارتباط الرسمى والخطوبة ثم 4 شهور اخرى للزواج حتى عقدنا القران وانجبت فى العام الاول من الزواج طفلة جميلة سميناها رودينة لديها عامين ونصف العام وحاليا حامل فى المولود الثانى وأدعو الله ان يستكمله على خير وننعم فى بيت هادئ ومستقر تسوده المودة والرحمة.
ميىسون ومحمد.. قصة تنتهى بالطلاق
كعادة بنات سنها وخوفا من ان تصيبها العنوسة وافقت ميسون 29 عاما على الزواج من محمد 30 عاما، بعد 3 أسابيع فقط من معرفتهم ببعض وتم الزواج فى بداية الأسبوع الرابع، وللمصادفة كان يقيم فى جدة بالسعودية وكانت أسرتى هناك أيضا لكنى فى ذلك الوقت كنت فى الإسكندرية من اجل إنهاء إجراءات تجديد الاقامة.
تقول ميسون تعرفنا من خلال فيس بوك ولم يستغرق التعارف وقتا طويلا، وكانت المرة الأولى التى أراه فيها حينما تقدم لأسرتى لطلب الزواج، صارحنا أهلنا بوسيلة التعارف لكنهما لم يقفوا أمامها طويلا لوجود معارف مشتركة بين الأسرتين باركت الزواج.
وتضيف ميسون، اكتشفت قبل الزواج بوقت قصير جدا أنه كان متزوجا بأخرى وانفصلا بعد زواجهما بأسبوع واحد فقط بحجة أنه لم يجد الراحة معها، لم أقف طويلا أمام هذه العقبة خصوصا أنه أكد انها فترة غير محسوبه فى حياته.
وتابعت ميسون تم الزواج ومر أول شهرين بهدوء حتى بدأت الشركة التى يعمل بها موظف تسويق ومبيعات تصفية العمال والموظفين بداعى انها تواجه أزمة مالية وتم فصله مع عدد اخر من الموظفين، بعد فصله اقترح عليا بيع الشبكة التى أهداها لى قبل الزواج خاصة انه وعدنى بأخرى حينما يجد عمل وتستقر الأمور والوقوف بجانبه أيضا، وافقت من أجل أن نصرف على الأكل والشرب والسهر مع أصدقائه طويلا ومع الوقت بدأ نشاطه للبحث عن عمل يقل ويزداد كسلا، وعلم والده بظروفه المادية السيئة فعرض عليه العمل معه لكنه رفض بحجة عدم حبه لمجال عمل والده فقرر والده مساعدته فى المصاريف لتزداد درجات كسله فى البحث عن عمل اكثر من أى وقت مضى لمعرفته ان هناك من يصرف عليه.
وتستكمل ميسون، بدأت المشاكل تتسع بيننا عندما طلبت منه مصاريف السفر للقاهرة من أجل إجراءات الإقامة لكنه قال لى "سافرى وهبعتلك الفلوس" وظل هذا الوضع كثيرا حتى قام أهلى بدفع المصاريف كاملة وحينما أتحدث معه يرد بأنه ليس لديه أموال وانه يبحث عن عمل حتى فى يوم من الأيام تشاجرنا مشاجرة كبيرة اتصلت بوالدى للتدخل وعندما حضر لم يتكلم كثيرا وأخذنى معه لمنزله وهناك اصبت بكسر فى قدمى نتيجة سقوطى على الأراض وظللت شهرين كاملين لم يزرنى فيها اطلاقا وكان يحادثنى هاتفيا وكل مكالمة تنتهى بالعراك حتى سئمت الحياة معه لعدم تحمله مسئولية منزله وزوجته حتى طلبت الطلاق لاستحالة العيشة معه لكنه لم يعطنى حقوقى فى نفقة المتعة أوالمؤخر وتم الطلاق رسميا فى شهر رمضان الماضى.