كدت لا أصدق نفسى وأنا أشاهد هذا التغير المفاجئ الذى طرأ على صديقى صاحب الخطوات الأولى فى العقد الخامس من عمره، فقد بدا لى وكأنه فى أواخر الثلاثينات من العمر. يضحك * فتهتز جنبات المكان *، يخطو ( فيندفع فى مشيته كأنه يسابق نسمات الصباح )، يتأمل فيما حوله ( وكأنه يرى الطبيعة للمرة الأولى )، يسرح بفكره ( فترى لمعة فى عينيه كأنه يرى أمور فى خياله تسعده فتتهلل أساريره فى صمت
وجدتنى لا أتمالك نفسى من الضحك على هذا التغير المفاجئ، وفوجئت بنفسى أحاول أن أقتحم عليه خصوصيته بكل فضول لأساله ( ماذا حدث لك يا رجل ؟ ) فوجدت إجابة فى غاية الصراحة يقول فيها ( لما القلب يدب )، وجدتنى أصمت للحظات محاولاً فهم كلماته الغريبة على مسامعى لأعاود سؤاله ( ماذا تقصد يا رجل ؟ ). فيجيبنى بسؤال مثله فيقول ( هل تحرك قلبك يا رجل من قبل ؟ )
بالتأكيد يا صديقى تحرك قلبى، ومن منا لم يمر بتلك التجربة ؟، ولكن. فقاطعنى مسرعا ( ولكن ماذا ؟ ) قلت له هذا الأمر يأتى فى سن مناسبة بداية من سن المراهقة حتى سن الشباب أما أنت يا صديقى ففى سن العقل أكثر من القلب، فأجده ينتفض كأنه يدخل معركة حربية وهو يقول ( من قال لك مثل هذا القول ) ويستطرد قائلا من قال لك هذا الكلام بالتأكيد يريد أن يقتل فيك الأمل
أنا يا صديقى مررت بظروف خاصة فى بداية حياتى فكنت مسئولا عن أسرة وكان على أن أراعى مصلحة غيرى على حساب نفسى وقلبى والآن أجدنى فى حل من كل هذا وخاصة أننى وجدت من يستحق هذا القلب فتشبثت بآخر الآمال لأجد قلبى ولأول مرة تتسارع دقاته أو كما يقال بلهجتنا الجميلة ( بدأ قلبى يدب ) فعزمت ألا اترك هذه الفرصة تتركنى مرة أخرى، فقلت له ( ومنظور الناس لك !! ) فيقول ( لا ولن يعنينى كلام الناس ) فقد وجدت نفسى ولن ألتفت لآراء الناس ونقدهم فقد أضاعوا من عمرى الكثير.
بالتأكيد يا عزيزى القارئ سوف تتساءل كثيراً عن الظروف وهناك من يؤيد وكثير من يعارض هذه التجربة ولكن لابد أن نعلم أنه عندما يتغلغل الحب فى القلب فحدث ولا حرج فهذا الأمر قد يخرجك من أرض الواقع إلى أرض الأحلام والآمال وهذه هى الخطورة فقد تنجح وتفتح لك أبواب السعادة القلبية، وقد تفشل وهنا سوف تتكاثر عليك الهموم مضاعفة عما سبق، فهذه هى الدنيا تضحك لك مرة ثم تدير لك ظهرها مرات عديدة وعليك أن تحسبها جيدا وكن حذراً عندما تحس أن قلبك بدأ (يدب).