فى الوقت الذى بدأت تتوالى الأفواج السياحية على شرم الشيخ والغردقة، وتنبأ الكثيرون من المختصين بقطاع السياحة بأن مصر ستتعافى من كبوتها، وسيتم تنشيط السياحة تدريجيا للوصول بها إلى سابق عهدها منذ 2010 .
ولكن ما حدث منذ يومين بناء على قيام 3 دول بتحذير رعاياها من التواجد بالأماكن العامة فى مصر، وهى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا، فلماذا هذا التوقيت بالتحديد لإطلاق مثل تلك التحذيرات الأمنية؟ هل هو من قبيل الصدفة أم بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة أو أنه متعمد لأسباب أخرى غايتها منع تدفق وتنشيط السياحة فى مصر فى إطار نظرية المؤامرة المعروفة والمتداولة ؟.
السؤال الأهم والمحير فى ذهنى وهو لماذا لم تتعامل وزارة الخارجية المصرية فى هذا الأمر، حيث لم تحرك ساكنا ولم نسمع أو نقرأ عن بيان صادر عنها يفيد بما يتخذ من إجراءات حيال تلك المزاعم التى أضرت بسمعة واستقرار مصر اقتصاديا وأمنيا وسياسيا؟ لماذا لم يتم استدعاء رسمى لسفراء الدول الثلاث التى أصدرت تحذيراتها والإفادة منهم بما استندوا فى تحذيراتهم الأمنية حتى نكون على دراية بما يدور حولنا من مؤامرات وخطط إرهابية تنال من أمن وسلامة الشعب المصرى ومن يتواجد على أرضها؟.
ولكن للأسف وزارة الخارجية كانت بعيدة كل البعد عن متابعة الحدث وإيجاد رد مناسب لتلك التحذيرات الوهمية والدعاوى المغرضة على وطننا الغالى، لابد على وزارة الخارجية أن تتعامل مع تلك المواقف بكل حزم وجدية والمعاملة بالمثل .
فإذا انقلب هذا الوضع وافترضنا أن مصر من قامت بإطلاق تلك التحذيرات، هل كانت تلك الدول الثلاث ستقف صامتة دون التحرك الدبلوماسى الأول وهو استدعاء السفير للتوضيح؟ وكنا سنرى عشرات البيانات الصادرة من وزارات خارجيتهم وتحميل مصر الإضرار العمدى بمصالحها وأمنها واقتصادها.
فيجب على وزارة الخارجية أن تكون أكثر جدية وقوة فى مثل تلك المواقف التى تستدعى تحركا واسعا إزاء ما يمس الأمن القومى المصرى وتحيا مصر.