اسمحوا لى قراء "انفراد" الأفاضل المتابعين لسلسلة دبابيس التى أكتبها ما بين دبوس إجادة أقلده صدر من يجيد، ودبوس موجع أوخز به ضمير من غابت ضمائرهم -- هذه المرة أصابتنى الحيرة، ماذا أكتب فى تناول موضوع سيادة المواطن خريج التوك توك الذى طلع علينا من نافذة الإعلامى عمرو الليثى ليطرش ما فى بطنه على مرأى ومسمع من العالم كله، ليتلقفه كل نهازٍ لمازٍ همازٍ مشاء بنميم، وكل عُتُلٍ مَهين، وكل فرحٍ بحزبه وكل مغرضٍ وكل عادٍ، وكل من يريد مصرَ بشرٍ، ولنصبح حديث العالم كله بسبب موقعة التوك توك .
هل أوجه لهذا المواطن مجموعة دبابيس موجعة ومثلها أيضاً للفرحين المهللين لهذا الفيديو، أم أكتب تعليقاً أم مقالة أم شعرا أهجوهم فيه جميعاً- الآن قررت أن أشرع فى الكتابة ولينتج عن قلمى ما ينتج--
- فى مصر سيدات فقيرات معيلات لأسرهن يشقين فى العمل ليلاً نهاراً لا يدخرن جهداً أو عطاء لأبناء قد يكون بينهم المريض بمرضٍ عضال فتجوب به العيادات والمستشفيات لتداويه، فى وجود زوجٍ يمارس كل أنواع القهر والبلادة والجحود، ومع ذلك لا تسمع منهن إلا ( الحمد لله رب العالمين إحنا أحسن من غيرنا ).
- فى مصر أمهات استشهد لهن أبناء هم قرة أعينهن وفلذات أكبادهن فى الدفاع عن بلدهم ضد إرهابٍ قذر فلم تخرج من أفواههن إلا كلمات ذات رحيقٍ وتسنيم، منها (كله يهون لأجل بلدنا)، (ابنى فدا مصر)، (أنا فخورة وسعيدة إنى قدمت ابنى فداءً لها)، (نموت كلنا وتحيا مصر).
- فى مصر رئيس لا ينام ويعمل عدداً من الساعات تفوق ساعات عمل أى منا، فسائق التوك توك صاحب الشهرة يعمل ما يعمل من ساعات ويعود إلى بيته آمناً، بينما هناك رئيس مسئول يكد ويسعى ليصلح له ولنا الأحوال بإذن الله فى الداخل والخارج ويتحمل أعباء تركة فاسدة، بل وعفنة ويقسم ألا يعود عن إصراره فى إعمار مصر وتنميتها مهما كانت الصعاب .
- فى مصر شباب كما الزهور وفى عمرها يزودون عنا الأهوال ويصدون الإرهاب ويستشهدون دفاعاً عن وطنهم والسيد المواطن خريج التوك توك يعيش ويجوب الشارع ذهاباً وعودة فى أمن وأمان .
- السيد المواطن خريج التوك توك -- هذا البلد الذى تنتقده ومشمئز منه يعلم أنك تعمل على التوك توك دون ترخيص وتربح منه ما يفوق راتب وكيل وزارة ومع ذلك يتركك ويغض النظر عنك .
- السيد المواطن خريج التوك توك أنت لست على ثقافةٍ عالية كما وصفوك وبهروا بك، بل أنت مجرد شخص حافظ دون فهم لأنك تجهل أهمية المشروعات الكبيرة التى تدور عجلتها فى كل مكان ولم تذكر كل الإنجازات التى تمت فى سنتى حكم الرئيس السيسى والتى لا ينكرها سوى جاهل أو جاحد، حتى أنك لا تعلم أنه بالفعل اهتم بالتعليم باتفاقيات أتمها مع عدة دول فى مجال تطوير التعليم، كما أبرم عقود إنشاء عدة جامعات ستتبع أحدث نظم التعليم، كما لا تعلم أنه اهتم بالزراعة بالشروع فى استصلاح ملايين الأفدنة تم افتتاح أجزاء منها بالفعل تنتج الخير لهذا الشعب.
وأنه أعلن عن أن العمل دائر فى إنشاء مائة ألف صوبة زراعية ستضاعف إنتاج مصر من الخضروات والفواكه، كما أنك لا تعلم أنه أهتم بالصحة من خلال تطوير معهد القلب ليضاهى المستشفيات العالمية وكذلك معهد الأورام، كما أطلق الحملة القومية لعلاج المصابين بفيروس سى هذا المرض الذى أكل كبد المصريين على مدار سنوات، والآن جميع المرضى يعالجون منه ولا قوائم انتظار، كما أنك لا تتفهم أهمية إقامة المؤتمرات العالمية على أرض مصر فى ظل صورةٍ خاطئة تنقل إلى الغرب عن الأوضاع فى مصر لحجب الاستثمار والسياحة .
- السيد المواطن خريج التوك توك الذى يصرخ ويولول من المعاناة، بالنظر إلى شفتيك وأسنانك اللتان تحملان أثار التدخين المفرط، أسألك كم تنفق يومياً على تدخين السجائر؟!
-السيد المواطن خريج التوك توك وأنصاره -- كم عاش هذا الشعب من أزمات فى السكر والزيت والأرز، وحتى فى رغيف العيش، وكان شعاره دائماً ( ناكلها لقمة بدقة ومصر تعيش حرة ونعيش فيها بأمان).
- السادة أباطرة مواقع التواصل الاجتماعى -- يوم الجمعة الرابع عشر من أكتوبر استشهد ١٢ رجلاً بما تعنيه كلمة رجل من رجال قواتنا المسلحة فى عملية إرهابية خسيسة، تُرى هل ستتحدثون عنهم كما تحدثتم عن سائق التوك توك فجعلتموه أشهر من نار على علم ؟! استحوا على دمكم .