كنت أمسك بالريموت كنترول ذات يوم واتجول بين قنوات التليفزيون الفضائية المختلفة ومن ضمن البرامج وجدت برنامج غريب الأطوار يتحدث عن ظاهرة قديمة وهى ظاهرة الزواج العرفى فى صريح العبارة استعجبت لما شاهدته ولما سمعته من الآثار النفسية والاجتماعية السيئة الناتجة عن هذا الموضوع وسألت نفسى: هل مازال هذا الموضوع قائم حتى الآن؟ هل مازال موجود فى ظل كل هذا التقدم التكنولوجى؟ استعجبت لأنه قد تم التحذير آلاف المرات من هذا الموضوع مراراً وتكراراً فى المسلسلات والسهرات الدرامية، أرى من وجهة نظرى أن معظم الشباب المقدمين على تلك الخطوة ممن لا يزالوا فى مرحلة المراهقة على الرغم من دخولهم الجامعة ولكنهم مازالوا فى مرحلة ما قبل ال21 سنة من عمرها وتلك هى أخطر مرحلة عمرية يمر بها الإنسان فى حياته.
وهنا أتساءل كيف يقبل الشباب على تلك الخطوة الجريئة رغم خطورتها دون أن يفكروا فى اى شيء؟ ألم يشاهدوا كم الاعمال الدرامية التى حذرت من هذا الموضوع مرات كثيرة والتى شاهدنا من خلاله خطورة هذا الموضوع من جميع الزوايا ؟ ولماذا عاد وانتشر ذلك الموضوع فى الجامعات مرة أخرى ؟
عندما يدخل الشباب الجامعات نجدهم وكأنهم زهور مازالت تتفتح للحياة الجامعية وهى مرحلة جديدة فى عمر الانسان.. ونجدهم مازالوا لا يعرفوا الكثير عن الحب والزواج والارتباط العاطفي.. ونجد أن الشباب يلجأ للزواج العرفى هرباً من المسئولية التى ستلقى على عاتقهم بمجرد التفكير فى الارتباط الرسمي.. وما هو من الأساس وجه الاستعجال فى الزواج بهذا الشكل؟ لماذا لا يتم التفكير فى الدراسة والمستقبل العملى وتكوين حياة كريمة ثم الارتباط السليم الذى من أساسياته الإشهار والإعلان ولماذا طالما يخاف الشباب من الزواج الرسمى والارتباط بهذا الشكل لماذا يفكر فيه الشباب من الأساس .. أرى من وجهة نظرى أن الزواج العرفى دمار شامل من جميع الجوانب بالنسبة للفتيات على وجه التحديد، فأرى أنه يتسبب فى دمار المستقبل الدراسى ودمار للكرامة ويتسبب فى الهروب من الواقع ومن الاهل ومن الاصحاب وعزلة الشخص المتزوج عرفياً فى مكان وحده دون أن يتحدث مع أحد مما يصاب بالجنون.
لذا أناشد من منبرى هذا جموع الشباب والفتيات بالتحديد المقبلين على الدراسة الجامعية ألا ينجرفوا وراء هذا الموضوع بالتحديد وأن يركزوا فى مستقبلهم حتى ينجحوا ويتخرجوا ويعملوا ويفيدوا انفسهم ووطنهم الحبيب فى ظل ما نحن فيه من ظروف.