فى الشوارع وعلى الأرصفة
فرشة مُمزّقة والظروف مجحفة
الملابس رثة والرائحة كريهة
أجساد ملقاة على الأرض
مازالت طريحة
تكسوا وجوه مشاعر الشفقة
وقلوب قست عليهم
دون رحمة أو شفقة
نراهم كل يوم
نبعد عنهم مسرعين
نهرول بعيداً خائفين
نكتفى بالنظر إليهم من بعيد
دون المساعدة أو حتى التفكير
فى أن نعيدهم للحياة من جديد
لم يجدوا غير الشارع مأوى لهم
والتعب والآسى قد ملأ قلوبهم
تمكن الوهن منهم
ولم ترفق بهم الأيام
منهم من ينتظر نحبه
هائم فى رحبه
ومنهم من قادته الحياة إلى الجنون
حتى أصبح حى مدفون
داخل أسوار نفسه مسجون
بجسد عليل موهون
إذا أتى مسئول يتم نهره
أو يتاجر به فى علنيته وسره
لم يؤمن من مكره
ولم يتقى شره
لم يجد من هؤلاء الاعتناء
لا أقل ولا أبسط الاشياء
الرحمة فى القلوب غائبة
والحياة صعبة ومتعبة
ولا حياة لمن تنادي
ولا أحد بهم يبالي
أنهم هؤلاء الفقراء
ضحايا المطامع والغلاء
وصحبة الضعف والابتلاء