إن أفكار الحاقدين لا تقف عند منطق، ولا تثوب إلى حق، ولا ترجع إلى معقول، حقاً فإن الباطل يتبجح، والشر ينتفش، والأذى لن يصيب إلا أمثالهم.
فحينما تسير الحياة متناسقة بين الدوافع والكوابح، متطلعة إلى السماء، متحررة من الإفساد والطغيان البشرى، تسير سيرة صالحة منتجة تستحق مدد الله بعد رضاه. فلا جَرَمَ (محالة) أن تحفها البركة، ويعمها الخير، وِيظلها الفلاح، وقلوب المؤمنين الحساسة المرهفة، تُبغض التخريب وتحس الاستقرار وتقدّره، وتستريح إليه وتستنيم! أما صاحب الكيد الخادع فهو مزعزع العقيدة، حائر الوجدان، لا يطمئن ولا يستقر، وهو من انكشاف ستره فى قلق دائم، وريبة لا طمأنينة معها، بل إدراكه معطل، فكأنما هذه الحواس عنده لا تستقبل ولا تنقل!
والدعاة إلى الخراب والإفساد... عفوا أقصد الدعوة إلى ثورة غلابة أو ثورة جياع فى 11 / 11 يعتقدون أنهم يحسنون صنعاً ويظنون أنهم يطبقون المنهج السليم بل يظنونه حقاً مشروعا !! وقائل هذا الكلام جاهل بحقيقة نفسه قبل أن يكون جاهلًا بحقيقة الواقع؛ ولا أريد أن أفيض بذكر الانجازات الدّالّة على ذلك؛ فالواقع لا يسمح بأى مجاملة أو تلميع، ولا أقول ذلك لإرواء غِلة ولا شفاء إحنة (ضغينة)، بل أنه أمر واضح، لا يحتاج إلى جدل ولا كد ذهن لإثباته عند العقلاء، فهو حقيقة ملموسة كالطمأنينة التى لا تخاف، وكالثقة التى لا تقلق، وكاليقين الذى لا يتزعزع.
أيها الداعون إلى الخراب ألم تعلنوا مراراً وتكراراً عند إسقاط نظام مبارك استعدادكم لتحمل المشقة فى سبيل التغيير ؟!
وألم تعلنوا قُبيل الدعوة لإسقاط نظام الإخوان من سنوات استعدادكم لتحمل المشقة والضغوط الاقتصادية؟!!
وياأيها المغرر بهم من أجل المشاركة فى ثورة الجياع ألم تعلنوا استعدادكم لتحمل المشقة والصعوبات الاقتصادية بعد انتحاب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فلِما نقضتم عهدكم؟
إن الفوضى وعدم الاستقرار أمر لا يسكن معه عصب، ولا يطمئن معه بيت، ولا يسلم معه عرض، ولا تقوم معه أسرة، ومن السنن الكونية فى هذا الوجود ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار وهى من أحق الحق، وهى الخط القويم والطريق المأنوس المطروق ! فلولا الاستقرار ما استمرت البشرية، والقول بضرورة تغيير الأوضاع بالقوة وبالعنف دوماً وباستمرار فى كل وقت هو قول هزل، بل هو غثاء كغثاء الأشجار(الْحَشَائِشُ اليَابِسَةُ) لا يمنع ولا يدفع، ولا يصلح لشىء إلا أن يكون وقوداً للنار .. وهو وقود هزيل ! وكذلك عدم الاستقرار هو شرود عن الطريق الفطرى الميسر.. فهو عسر.. وحرمان من الاطمئنان إلى الكنف الآمن.. فهو قلق.. وانطماس فى أجهزة الاستقبال والاستجابة الفطرية.