لكل المتاجرين بفئة الغلابة والمحتاجين فى مصر "اتركوا الغلابة فى حالهم"، فليس لديهم الوقت الذى يمكنهم من التظاهر الذى دعت إليه الجماعة الإرهابية وأذيالها وبعض المنتمين لمنظمات وجهات خارجية بدعوى الشفقة على الغلابة، الذين يتحدثون باسمهم ويفرضون وصاية إجبارية عليهم، فى الوقت الذى يؤكد فيه الغلابة على رهان آخر هو أمن الوطن وأمانه ونهضته وسعيه نحو تحقيق تنمية مستدامة.
للداعين والمنظرين وأصحاب الوصاية الإجبارية، ألا تعلمون أن حراك الشارع المصرى فى كل الأحداث الماضية سبق وعى المثقفين وأصحاب الوطنية الزائفة، ألا تعلمون أن الشعب وفى مقدمتهم الغلابة استفاقوا ووعوا الدرس جيدا بعد أحداث ثورة ٢٥يناير التى سرقت من البسطاء وكان لنخبنا الثقافية والإعلامية دور فى ذلك، فمن منحكم صك الوصاية عليهم والحديث باسمهم ومحاولة الزج بهم فى مهاترات لا يقبلون بها ولا يَرَوْن إلا أنها ليست إلا غطاءً لمنح الجماعة والمخربين والبلطجية فرصة للانتشار واندساس عناصر الإرهابية بينهم لإحداث الفوضى فى البلاد مرة أخرى، لتقف عجلة التنمية ويعود القرار المصرى مره أخرى رهينا للمال السياسى فى الداخل والخارج.
ألا تؤمنون إيماناً عميقاً أيها الأوصياء بالمؤامرات الدولية التى تتربص ببلادنا بعد أن وضحت الرؤية أمام الجميع مما يجرى فى العراق وسوريا واليمن وليبيا، أى وصاية جعلت منكم أدوات ودمى يحركها الآخرون تحت إغراء المال أو الظهور وتحقيق شهرة على حساب الاضطراب والخراب الذى تسعون إليه، ألا ترون أن الغلابة قد وجهوا صفعة قوية لكل الأحزاب والنخب والتجمعات حين عبروا عن إرادتهم فى الثلاثين من يونيو، حيث مثل الغلابة النسيج الأكبر فى أكبر خروج إنسانى فى التاريخ خلعوا فيه مرسى وجماعته وأسقطوا مشروعات التقسيم والهيمنة والتبعية وفرض الوصاية الدولية لدول دب فيها الضعف واستكانت شعوبها لتوجيهات القوى الكبرى فى العالم.
فهذه الفئة التى تمتلك رؤية تقييم الأحداث والفرز الجيد بين قناعات الداعين وتوجهاتهم لن تمنحكم الفرصة ولن تكون الوقود الذى يحرق الإنجازات ويحطم المكتسبات ويحول دون اكتمال الرؤى المستقبلية سيخذلكم الغلابة كما خذلوكم من قبل فى الكثير من الدعوات والشائعات حتى تدركون أنكم لا تمتلكون سوى بعض من طواحين الهواء وأن ثمة فارق كبير بينكم وبين فكر من تتحدثون باسمهم بعد أن تتأكدوا أنهم تجاوزوا حدود تفكيركم واكتشفوا خبايا أنفسكم فكانت لهم الكلمة الفصل فى تعريتكم، فهل تعون الدرس أم أن بجعبتكم بقايا مخططات أخرى تحتاج لأن تتحطم على صخرة الغلابة.