"أنا هجيب حقى بدراعى"
هذه الجملة أصبحنا نسمعها كثيرا جدا تلك الأيام، ولكن بم تعنى هذه الجملة؟
بالطبع تعنى أن هناك حقا مسلوبا من أحد ما، وأن الشخص صاحب الحق المسلوب هو من سيسترد حقه بنفسه.
هل هذا هو الطبيعى ؟
لو هذا هو الطبيعى، لكان معنى هذا إننا نعيش فى الغابة، أى نعيش فى مجتمع يسوده البقاء للأقوى فى غياب لمعانى الحضارة والمدنية و.. القانون !
سأحكى هنا قصة بسيطة حدثت منذ أشهر قليلة لأحد أقربائى.
شخص لدية شقة قانون قديم فى أحد أحياء الجيزة ، إذ به يفاجأ وهو غايب عن الشقة، أن صاحب العقار قام بفسخها وأسكنها أحد أقربائه، وعندما ذهب إليهم هذا الشخص مستغربآ مما حدث لشقته، إذ بهم يهددونه ويطالبونه بأن يأخذ الأثاث وإلا ألقوا بة فى الشارع لتفرغ الشقة!
وهذا الشخص قام بما سيقوم بة أى مواطن محترم فى هذا الموقف، توجة إلى أقرب قسم ليحرر محضرا ضدهم... وإذ به يفاجأ أن الضابط يرفض أن يأتى معة قائلا "لو جيت معاك ممكن يضربونى "
تخيل معى أيها القارئ العزيز أن يقول لك شرطيا ذلك ، فماذا ستفعل أنت ؟
باختصار قالوا له سنقوم بعمل محضر لك.. وانتهى الأمر على ذلك!
لم يفكر أحد من هؤلاء أين سيبيت هذا المواطن ليلته !
وهذا المحضر أخذ شهورا طويلة، وهذا المواطن ذهب إلى القسم أكثر من خمسين مرة، ثم قالوا له فى النهاية تم حفظ المحضر لعدم كفاية الأدلة، لكن لم يستسلم هذا المواطن، فكر فى طريقة أخرى "الوسايط" وقام بعدة محاولات شتى، حتى تم صدور قرار بأن يذهب أحدا من القسم ليسأل الجيران هل هذا المواطن صاحب الشقة أم لا، وجاءت شهادة الجيران فى صفه، وشهدوا بأن صاحب العقار قد أخذها منة عنوة، ولكن كانت هناك مفاجأة أخرى بانتظاره، لقد قال له الجيران أن صاحب العقار ألقى بعفشة كله فى الشارع ليلا، وفى الصباح لم يجدوه فى الشارع، وعندما صعد الشرطى إلى الشقة وجد شخصا بداخلها واعترف بأن صاحب العقار هو من أجر له هذه الشقة، وإنه استلمها خالية من الأثاث!
ماذا فعلت الشرطة حيال ذلك؟
لا شىء، لم يتغير أى شىء
حتى يأس هذا الشخص من أن يسترد شقتة مرة أخرى، وأصابه الإحباط والاكتئاب، حتى إنه أرسل خطابا إلى رئيس الوزراء يحكى له ماحدث، ليس من أجل أن يسترد شقته، ولكن من أجل أن يسأله سؤالا واحدا: لماذا لا يحصل المصريون على حقوقهم فى وطنهم ؟ هل أصبحت مصر غابة القوى يأكل فيها الضعيف؟ وبالطبع لا حياة لمن ينادى.
أخذ هذا الشخص يفكر بأن يأخذ حقه بالقوة، ولكنة لا يستطيع أن يفعل ذلك، لأنه ليس من هؤلاء الناس الذين يعيشون بذراعهم فى هذا المجتمع، لذا فلقد فشل هذا الحل أيضا.....
حتى إقترح علية أحد أصدقائة بأن يستعوض الله فى هذه الشقة والأثاث، ويتفاهم وديا معهم أن يأخذ منهم مقابل ذلك....
وافق مضطرا على هذا الاقتراح، هل تعلم عزيزى القارئ بم أخذ هذا المواطن تعويضا عن شقته وأثاثه....ألفين جنيه!
أى إنه إذا لم يستطع أن يدبر شقه أخرى، فإنه سيكون مصيره الشارع، فألفين جنيه لن يستطع بها أن يؤجر شقة إيجارا جديدا حتى!
هذا مثال بسيط على قانون البقاء للأقوى الذى أصبح سائدا الآن..........
أطرح عليك سؤالا الآن عزيزى القارئ......إذا سلبك أحدهم أحد حقوقك....فماذا أنت بفاعل؟؟