إن أسمى ما تقدمه الشعوب لبلادها هو الارتقاء بكل نواحى الحياة فيها، مفهوم النهضة الذى تسعى كل الدول لتحقيقه هو بمثابة إحياء ما اضمحل بها من حضارات وبث الروح فيها.
إن كيان أى بقعة من بقاع الأرض لابد وأن يكون له قوانين تحكم مسار الحياة فيها وأبرزها العادات والتقاليد تلك البذور التى تثمر منها نبتة التقدم أو التراجع المستمر.
ولا شك أن ركيزة تقدم اى دولة هى التعليم، فالعلم هو سلاح تقدم البشرية ويقودها نحو الرقى الفكرى بشتى المجالات.
ليكون الحديث هنا عن بلادنا، رغم أن التعليم لدينا يواجه بعض المشكلات، ولكن لابد وأن نثير نقطة فى غاية الأهمية ألا وهى إرغام الآباء الأبناء على دراسة مجال يخالف ميولهم الفكرية كدراسة المجال العلمى رغم ميول الطالب الأدبية لمجرد إرضاء العقدة المتوارثة لدى مجتمعنا وهى أن يصير فيما بعد (دكتور أو مهندس) حتى وأن كان سينبغ بمجال آخر أدبى أو فنى أو حتى رياضى، وبالطبع يتخرج كل عام آلاف الخريجين المفتقدين للحماس لممارسة مهنة لا يرغبون فيها، والفشل بها يعتبر بالتأكيد نتيجة متوقعة، ناهيك عن المعاناة النفسية التى يواجهها هؤلاء الشباب مدى حياتهم.
لنا أن نقول أن النهوض بالمستقبل التعليمى ليس مسئولية الوزارات وحدها، ولكن على الأهل أن يتركوا حرية الاختيار لأبنائهم حتى تشرق شمس مصرنا من جديد.