حالة من عدم التوازن أصابت الشخصية المصرية، سببها محاولات التشكيك فى أى إنجاز يتم على أرض الواقع، حتى وإن كانت الأرقام والحقائق والمنطق يتحدثون، فالمشككون يضعون لمساتهم على الحقائق والمنطق لقلبها إلى وهم وأحلام ليجعلونى أصفهم بــ"السوفسطائيين الجدد".
والسفسطة لمن لا يعرفها هى قياس مركب من الوهميات الغرض منه إفحام الخصم أو إسكاته، والسوفسطائيون ينكرون الحسيات والبديهيات وغيرها مما أقره المنطق أو قبلته أحوال المجتمع السليم والسفسطة فى المعجم الوسيط تعنى من أتى بالحكمة المموّهة، والسفسطة هى أيضاً التلاعب بالألفاظ لطمس الحقائق والإجابة عن السؤال بسؤال.
الإنسان المصرى شخص بسيط جداً لا يميل إلى السفسطة أو المشاكل، لديه أمل وتحدٍ يصنع المعجزات فعلاً وبأقل الإمكانيات لنرى أعظم علماء مصر وأدبائها ممن تربوا وتعلموا فى بيئة فقيرة جداً، ومنهم من كان يمشى بالكيلو مترات لكى يذاكر تحت عامود نور فى الطريق العام، وهو أيضاً لديه قدرة على إدارة أزمته والخروج منها بل والصبر عليها حتى آخر نفس، بل ويسخر منها أيضاً ليدلل للعالم أنه قادر على التحدى.
لذا وجد أعداء هذا الوطن أن الطريق الوحيد لكسر شوكة المصريين هو التشكيك وكسر الأمل وزرع الإحباط واليأس بدلا من الأمل والتفاؤل باختلاق الأزمات، بدءاً من أزمة الدولار وانتهاءً بأزمة السكر وغيرها من الأزمات التى يعانى منها المصريون.
لا أحد ينكر ما يعانيه الوطن من صعوبات، ولكن علينا أن نعى جيداً حجم التحديات، ونؤمن بأن الله تبارك وتعالى هو من بيديه الرزق وعلينا فقط الاخذ بالأسباب، علينا العمل لمواجهة التحديات وبناء وطننا وعلينا أن نعى جيداً أنه مهما عظمت التحديات فالله قادر على أن يغير الحال من حال إلى أفضل بالعمل والسعى والتوكل لا بالاتكال واللوم وكثرة الكلام وقلة العمل والعيش فى أمجاد الماضى دون السعى لبناء المستقبل.
من أجل مصر علينا التحلى بالصبر والإيمان بأن الغد أفضل من اليوم، ومادام بالقلب أمل فى الله لا يمكن أن نهزم أبداً إن شاء الله.