قد يداهمك أحيانا شعورا قاسيا بأن الموت والحياة سيان عندك ويغمرك الشعور بمرارة الضياع والعزلة والفقد بطعم السعادة والاستسلام لواقع قاسى يلاحقنا ويخنق أنفاسنا كون فرص الحياة قد انتهت ولا جدوى من فعل أى شىء، فمهما كانت أحزانك وما تمر به فمازال هناك أمل فى حياة ممكنة.
يقول واسينى الأعرج: "لم تدللنى الحياة كثيرا، ولكنى أجبرتها على الأقل للاستماع إلى وإلى أنينى الكبير".
وقد تشعر أحيانا أن المصاعب والمحن غيرت فيك الكثير فأخرجتك عن المسار الصحيح للحياة وتركتك بعزيمة منهارة بنفس مهزومة فى متاهة الفوضى والتخبط تجتر أحزانك بانكساراتك وإخفاقاتك المتكررة فأنهكت كل ما فيك من إصرار وقوة أخذتك إلى طرق مسدودة وأفكار سلبية جعلتك تخشى خوض غمار الحياة كون ذاتك أصبحت خالية من المحفزات والدوافع والمعنى الحقيقى للحياة، رغم كل ما تصادفه فمازال هناك أمل فى حياة ممكنة، لا تستسلم استمر فليس لديك اختيار آخر غير مواصلة السير.
يقول محمد التركى: "كل ما يحدث فى الحياة، مهيأ لمن يريد أن يكتئب.. أما إذا كنت تريد أن تفرح فعليك أن تقاتل الجميع بدءا بالحياة نفسها".
توجه إلى الله بيقين وأومن بأن فرص الحياة ليس لها وقت أو عمر محدد، فقط أيقظ نفسك من غفلتك وذنب أشقاك وتمرد أبعدك عن الحقيقة ووهم شردك، أطلب من الله أن يرفع عنك قشور زيفك وينقذك من أنانية ذاتك ومن جفاف عبادتك الباطلة وأن يطفئ بداخلك نيران شهوتك ويغفر لك شرودك وخطيئتك وأن يغسلك من ماديتك ويطهرك من هواجسك وأن يمنحك الثقة فى ذاتك بيقين صادق يغمرك بالسعادة الحقيقية من أنهار خيراته وينابيع غفرانه وسلامه ونسمات رضاه بقوة تعيننا على السير والتغيير فى أنفسنا وفى الحياة.
يقول مصطفى محمود: "المشكلة هى الإنسان.. الإنسان هو الظرف الحاسم، والعامل المهم فى الحياة، وحينما تنسد كل الأبواب أمامه يظل هناك باب مفتوح فى داخله، هو الباب المفتوح على الرحمة الإلهية، وحينما يصرخ من اليأس فلأنه أغلق بيده هذا الباب أيضاً، وأعطى ظهره لربه وخالقه".
انهض فمازال فى الحياة متسع وأمانى ممكنة أنهض مهما كان ألم التعثر والضربات الموجعة لك فلا تكن هشا أى ضربة تسقطك وتضعفك كن قويا فرفقا بنفسك فالطريق لم ينتهى بعد فما تصادفه من صعوبات وأزمات وإخفاقات هو إزعاج مؤقت، حاول مرات ومرات أنت شخص أخر لم تكتشفه بعد، يتوقف ذلك على صبرك وقوة تحملك، أنهض فلديك القدرة على الوصول كى تحلق بجناحك فى أفاق الكون الواسع، فأنت مازالت فى دائرة الضوء والمنافسة بطموحك وأهدافك، انهض من أعماقك وحارب وناضل من أجل ما تحب ستكون يوما ما تريد، أطلق بصرك، أنصت لصوت التحدى ولا تنظر للوراء، أدر ظهرك لكل ما هو مريح وآمن يشعرك بالكسل وأن ما أنت عليه أفضل خوفا من نتائج غير مرغوب فيها تزيدك ألما ووجعا فتقبل بوضع لا يرضيك، أقبل على الحياة.. واجهها، تحد صعابها فكل خطوة تقربك من هدفك، بل تحد ذاتك فأنك قادر وتستطيع أن تفعلها كما فعلها آخرين من قبلك ممن وصلوا إلى القمة، فقط تذكر دائما ما تحارب من أجله وعش حاضرك بكل ما فيه وأفعل كل ما فى وسعك بيقين وإيمان وقلب يثق بالله بشرط أن لا تفقد شجاعتك فقوة عزيمتك وصبرك هى ما تجعل للأشياء معنى وتبقيك على قيد الحياة.