نعوذ بالله تعالى من الحقد وأهله ونعوذ بالله من الشر وأهله ومن شر حاسد إذا حسد!!
أخى القارئ العزيز:
لقد فسر لنا علماء السلف الصالح ما يعترى النفس البشرية من خوالج وما تنطوى عليه من شعور وإحساس تجاه الآخرين. ومواطن الضعف والقوة فيها والأمراض التى قد تتمكن من قلوب البشر ولا يستطيعون الفكاك منها!؟
ولست أقصد بذلك الأمراض العضوية التى تصيب الإنسان بفعل الميكروبات والجراثيم وإنما القصد هو ما يعترى النفوس الضعيفة من أحقاد وإضغان حسب بيئاتها وارزاقها ومكاسبها وثراءها وفقرها وما تحققه من نجاح أو فشل فيكون الحقد ويكون الحسد وتتفشى بذاك الأمراض الاجتماعية كالحقد والحسد والغيرة والضغينة والرياء والنفاق والعجب والخيلاء والموجدة !!
وقد فرق الأقدمون بين الحقد والموجدة؟؟
وكلاهما من أعمال القلب.!!
فقالوا إن الوجد هو الإحساس بالشىء المؤلم، والعلم به وتحرك النفس إلى رفعه وتلاشيه فهو كمال؛ غير مكروه.!!
وأما الحقد أعزنا الله وإياكم فهو إضمار الشر وتمكنه من قلب الحاقد فلا يزال أثره قابعا فى القلب!!
والموجدة سريعة الزوال والحقد بطيء الزوال، والحقد يأتى مع ضيق القلب واستيلاء ظلمة النفس وضبابها عليه بخلاف الموجدة فإنها تكون مع قوة القلب وإحساسه، وفى زحمة الأيام ومشاغل الحياة قد تغيب عنا هذه الأمور.
ولا نستطيع أن ندرك معناها ومراميها لذا وجب علينا أن نقلب صفحات الماضى ونتصفح كتب الأقدمين لعلنا نجد الشفاء والدواء.
لقد أدرك الأقدمون بفطرتهم حاجتنا نحن المحدثون إلى علمهم وبحثهم فقدموه لنا على طبق من ذهب أو نبع صافى رقراق لينهل منه الإنسان ما يشاء وقت ما يشاء!!؟؟