دائما وأبدا المصريون يتفردون بالقوة والجبروت والفكاهة والابتسامة والطيبة ولهذا تجد أن مصر لها طبيعة وتكوين خاص يختلف عن اى بلد اخر، فعلى مدار الأسابيع الماضية وأعداء الوطن ومن يتعاطف معهم وهم يعملون على تحفيز وتشجيع المواطنين على النزول للتظاهر يوم 11-11، مستغلين الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد والتى أدت إلى زيادة جميع الأسعار لكل السلع وكذلك أزمة توفير العملة الصعبة من الدولار وبعد ذلك أثار قرار تعويم الجنيه وما تبعه من تداعيات أثرت بشكل ملحوظ على الجميع وخاصة محدودى الدخل الذين وجدوا أنفسهم أمام قرار سيطيح بكل أمالهم فى العيش بحياة كريمة، ولكن فى نظر الدولة هو قرار صعب ولكنه قرار اتخذ فى إطار منظومة الإصلاح الاقتصادى للدولة.
الكثير من القرارات الهامة والصعبة أمام الحكومة فى إطار الانطلاق من ضيق الأزمة الاقتصادية إلى رحابة التقدم الاقتصادى والانطلاق بالوطن إلى مرحلة مستقرة وآمنة لبيئة العمل والاستثمار على جميع المستويات ولكن يبدو أن وعى المصريين قد تشكل على مدار الخمس سنوات الماضية بما ضمنتها من أحداث مريرة ودامية وحفرت فى ذاكرة الأمة، وأظهرت العديد من الجهات والشخصيات على حقيقتها التى تعمل من أجل تهديد وتكدير السلم والاستقرار بالوطن.
ولهذا لم تفلح تلك المرة كل الدعاوى المغرضة والشعارات السامة التى يتغنى بها مدعو الوطنية من إثارة الشعب وحثهم على النزول للتظاهر من منطلق ضيق العيش وأن محدودى الدخل صاروا معدومى الدخل لأن المواطن الفقير شعر بكل قوة مع دخله البسيط الذى لا يكاد يكفيه قوت يومه ويعانى كل يوم فى إيجاد السكر والزيت والكثير من الأسعار المرتفعة ومع ذلك وجد فى عدم نزوله للتظاهر أنه يحافظ على وطنه وقبل أن يحافظ على وطنه فهو يحافظ على بيته وأسرته وأولاده من الضياع والمستقبل الظلم من جراء التظاهرات وتداعياتها فى تعطيل مصالح الوطن من انشغاله مرة أخرى فى العمل على حفظ الأمن والمنشآت الحيوية للدولة وبالتالى نكون قد فقدنا كل ما مررنا به من استحقاقات وطنية حتى ولم يكن الجميع فى توافق حولها.
وهنا ظهر المواطن المصرى مرة أخرى فى وجه الداعيين إلى التظاهر والتخريب على قلب رجل واحد وأعلنوا رفضهم الانصياع لتلك الدعاوى المغرضة وكان الرفض فى غاية الروعة والجمال بأن المصريين ذهبوا للاستمتاع بالعطلة الأسبوعية كأى يوم عادى من الإجازات إلى المتنزهات ودريم بارك التى صارت مزحة المصريين فى هذا اليوم على اعتبار أن الشعب المصرى ذهب إلى دريم بارك وجعل من الشوارع والميادين فارغة من أى شىء.
لقد ضرب الشعب المصرى أروع المثل فى الحفاظ على وطنه دون الدخول به إلى النفق المظلم وجعل من هذا اليوم يوما سعيدا مليئا بالفكاهة والمزحات على الداعيين إلى تلك التظاهرات أو ما كانوا يطلقون عليه ثورة الغلابة.. لقد انتصر المصريون الغلابة على دعاة الفتنة والدولار.. انتصروا على خدعة الثورة.