ما أكثر المتلونين الواهمين الذين يتنقلون بين الموائد، لا لشىء إلا ليأكلون، لا يهمهم ما يقولون أو ما يفعلون، فقط هى البطون وما يملأها، الأوطان هى أخر شىء يمكن أن يفكروا فيه، وكما يقول المثل الشعبى "معاهم معاهم عليهم".
الأمر محير بالفعل، لأن من هؤلاء من هم على درجة عالية من الثقافة والتعليم، ويعلمون ركاكة عباراتهم وسوء فعلهم، لكنهم لا يتغيرون بالرغم مما يحدث ومما تنتج عنه مواقفهم التى تجعل المسيئين لمصر يعتقدون إنهم على حق وأن هناك من يبادلهم نفس الفكر ونفس المنطق.
الثبات على الموقف من شيم العظماء، ولكن عن أى مواقف نتحدث، بالتأكيد تلك المواقف الهادفة التى تبنى ولا تهدم، التى تفيد ولا تنقص، أما الصراخ والصياح فيما لا ينفع وإنما يضر، فلا يصدر إلا ممن لا هدف ولا رؤية لهم، فقط من أجل أن يمر الوقت بهم، وألا يقتلهم الصمت، فلو علموا أنه إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، لصمتوا طوال عمرهم.
الرجال مواقف والأوطان هى الباقية، فنظرة إلى مصر أيها المتلونون، مصر بحاجة إلى البناء والتنمية والجدية فى كل ، وقديما قالوا الرجال أربعة: رجل يدرى أنه يدرى فذلك العالم فاتبعوه، ورجل يدرى ولا يدرى أنه يدرى فذلك الناسى فذكروه، ورجل لا يدرى ويدرى أنه لا يدرى فذلك الجاهل فعلموه، ورجل لا يدرى ولا يدرى أنه لا يدرى فذلك الأحمق فاجتنبوه، ومصر الآن لا تحتاج إلى الذين لا يدرون ولا يعلمون ولكنها تحتاج إلى من يعًلمون من أجل العمل والإنتاج وعدم الانصياع لتجار الدين والأوطان.
اعلم أن المتلونون وما أكثرهم غاضبون الآن منى ولا يتوانون على وصفى أنا وأمثالى بلغة هم فيها بلغاء ولكن هيهات، فتلك هى مصر ولا شيء يهم الآن غيرها، فأهلا بخبث الخبثاء ومرحبا بالنقد الهدام فنحن له عارفون ومن أجل مصر وبعون الله عليه لصابرون.