منذ عدة سنوات مضت، كتبت مقالاً تحت عنوان القرية المنتجة بين الواقع والخيال.. تحدثت فيها عن تجربة الحاج صلاح عطية مع قريته "تفهنا الأشراف" تلك القرية التى لا يوجد بها فقير واحد، وبها فرع لجامعة الأزهر. ذكرتها دون ذكر اسم الحاج صلاح عطية لعلمى بأنه لا يحب الحديث عن إنجازاته.
ومنذ عدة أيام وافته المنية فكانت جنازته مشهداً رهيباً حيث اجتمع القاصى والدانى لحضور جنازته.
لماذا كل هذا الحب لهذا الرجل، ما هى قصته وما سبب اجتماع الناس على محبته، ولماذا لم يسلط الإعلام الضوء عليه قبل وفاته.
إنه صلاح عطية مواليد تفهنا الأشراف مركز ميت غمر محافظة الدقهلية، بعد تخرجه اتفق هو ومجموعة من الشباب على عمل مشروع دواجن وقرروا أن يجعلوا الله شريك عاشر معهم بنسبة 10% من الأرباح، نجح المشروع والمزرعة أصبحت مزارع ومن الجزء المخصص للشريك العاشر تم إنشاء مدارس ومعاهد دينية ولأول مرة فى تاريخ مصر يتم عمل فرع لجامعة الأزهر فى قرية بها 4 كليات، وتم عمل محطة للقطار تخدم القرية، انتعشت الحالة الاقتصادية لأبناء القرية ولم يعد بها فقير يعانى الحاجة.
إنه صلاح عطية رمز للصلاح والعطية، إنه رجل الأعمال كما ينبغى أن يكون، خدم قريته والقرى المجاورة، كفل آلاف الأيتام، ساعد الكثير فى إتمام زواجه، لم يسع لشهرة أو سلطة، بل ابتغى رضاء المولى عز وجل فنال محبة الناس ودعائهم له بالرحمة والمغفرة.
تاجر مع الله فربحت تجارته، وربح البيع.
رجال الأعمال ما أكثرهم فى بلادنا، كم منهم يفكر فى الفقير والمحتاج ؟ كم منهم يخصص جزءا من أرباحه لخدمة قريته التى نشأ فيها ؟ هى تجارة مع الله ومن تاجر مع الله ربح فى الدنيا والآخرة.
رحمك الله يا حاج عطية، ويا ليت البعض يقلدونك، أم حب الدنيا سيطر على أفئدة رجال الأعمال ؟ التجارة مع الله ربح وفير فى الدنيا والآخرة.ورحمة الله على مليادير الغلابة رمز الصلاح والعطية.