النصح أمر هام بين البشر خاصة الصادقين لبعضهم البعض فالنصح هو نقل وجهة نظر أو خبره معينه قد مر بها أحدهم إلى أخر يهمه أمره خاصة وأن أراد لهذا الأخر النفع و الاستفاده و على الرغم من ذلك اتفق الجميع على أن النصح ثقيل على نفس المتلقى فهو يشعره بأنه أقل مرتبه من ناصحه حتى و أن كان ناصحه والديه أو أخوته أو أقرب الناس إليه لأن شعور الدونيه شعور مخزى و مستفز لأى إنسان و على هذا فالنصح فائده مكروهه شعوريا حتى و أن صدقها العقل و أقر بصحتها .
فما بالك عزيزى القارىء و أن كان هذا النصح دعوة إلى الله عز وجل أى نداء من قلب سليم إلى قلب أهلكته المعاصى حتى استأنس الذنوب و أصبحت عادته فذاك القلب قد أخذته قوة الكبر و الغرور إلى دروب الشر فأصبح طاغية ذو جاه وسلطان لذلك فدعوته للرجوع إلى طريق الحق و سبيل الهدايه أمر جلل لا يستقيم لأى أحد فلابد للداعية أن يحقق شروط الدعوة القرآنية وهى أن يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة أى يدعو بالرفق و اللين و لا يكن غليظ القلب سىء الأسلوب فيشق على الأخرين الركن إليه و إلى كلامه فالعاصى فى أشد الحاجه إلى الرفق فى دعوته حيث أنه ألف المعصية وارتاد دروبها جمعاء فكن أيها الداعية لطيفا لينا فى دعوة المذنب كى تأخذه برفق إلى ترك المعاصى ثم المضى قدما على صراط مستقيم فالشدة وفقر العلم و غرور الطاعة كل هذا يأتى بثمار عكسية تزيد العناد و الكبر و الغرور لدى العاصى و بالطبع كى تثمر الدعوه أزهارا زاهيه لابد من حدوث نقاش و جدال جدال بالتى هى أحسن أى لطيفا لين هادىء يشعر فيه العاصى بصدق نواياك و إخلاصك له و حبك للخير لابد أن يثق بك المذنب و يعلم من داخله أنك ما أتيت هنا إلا لصالحه .
وفى نهاية الأمر كن مخلص لدينك لا تغتر بعلمك و لا تشعر العاصى أنك أفضل منه أو أنك أعلم منه بل كن لين لطيف توعظ خلق الله لوجه ومرضات الله لا تريد من وراء علمك إلا رحمة الله و فضله و نصرة الدين و علو شأنه فالله سبحانه و تعالى أعلم بالمضلين و المهتدين و على هذا فكلنا دعاة إلى الله و منهاج الحق بأخلاقنا العطره و طريقتنا اللطيفة الهادئه فالدعوه أمر جد خطير أن صلح صلح شأن الأمه و و زادت رفعتها و أن ساء ساءت الأمه و انصرف الحق عنها.