مع مجريات الحياة المعيشية سواء الدمياطية أو المصرية ككل .. أجد الدمع فى العيون .. خاصة لمحدودى الدخل .. ودمعة الحزن ربما نمت من عدم مواكبة الدخل بارتفاع الأسعار لكل السلع والخدمات .. والأسعار تتحرك بطريقة الشد والجذب .. وأصبحت تقع تحت رحمة التاجر الجشع .. وأهل الاستغلال والاحتكار .. كما أن دمعة الحزن تجيء لغياب دور الدولة لمواجهة تلك الظاهرة .. وكنا مع جيل الآباء نرى البسمة على الشفاة .. رغم ندرة الإمكانات .. وكانت الحياة المعيشية تتعايش بأى دخل مادى .. والحياة رخيصة .. لكن اليوم من يتخيل كيلو البصل ب 8 جنيه .. وكيلو البطاطس ب 7 جنيه .. وكيلو العدس ب 28 جنيه .. ولا ننظر لكيلو اللحم ب 120 جنيه .. الخ .. كما أن دمعة الحزن نراها مع معايشة ظاهرة التفكك الاجتماعى .. وبما تشمل انتشار الفساد والسلبية واللامبالاة والفوضى والانتهازية .. وصولا لغياب صلة الرحم وعقوق الوالدين .. ولا يختلف اثنان على استمرارية دمعة حزن بسبب مشكلة الغلاء فى مصر .. وهى ترجع فى أصولها إلى إخفاقات الاقتصاد المصرى فى مسار التنمية المستدامة .. والسياسات الاقتصادية منذ زمن الانفتاح الاستهلاكى عام 1975 لم تحقق النجاح المرجو .. وهناك أثار سلبية للغلاء على مستوى المعيشة .. وتوزيع الدخل .. وقيمة الجنيه المصرى .. والاستثمار والادخار .. والغلاء بمصر يهدد الأخضر واليابس .. وسياسات الدولة لم تحاصر الغلاء وهو داء لابد من علاجه .. والتضخم هو الآخر يمثل ظاهرة لمحصلة تفاعل مجموعة قوى تسبب ارتفاعا مستمرا لحركة الأسعار .. والتضخم يعنى زيادة الطلب من جهة .. وزيادة التكاليف من جهة أخرى وتأثير السياسات الاقتصادية من جهة ثالثة .. والاقتصاد المصرى كاقتصاد يعانى من ارتفاع الديون الداخلية والخارجية وسياسة الاستدانة لمصر اتسمت بالإفراط فى الاقتراض .. وهناك أعباء خدمة الدين بأقساط وفوائد من مواردنا بالنقد الأجنبى خاصة .. بالإضافة لمعاناة أخرى من اختلال هيكلى بالاستهلاك أكثر من الإنتاج ..ومصر تستورد أكثر مما تصدر .. وهذا الاختلال الهيكلى يترتب عليه زيادة الطلب على السلع والخدمات .. ومن هنا غنى عبد الحليم حافظ .. ( أى دمعة حزن لا ) وهى بزيادة الإنتاجية .. وتقليل الاستهلاك .. والمثير للدهشة أن سياسات الحكومة فاقدة دورها فى إدارة الأسعار ووقف تصاعدها المستمر .. وما بالنا والجنيه المصرى انخفضت القيمة الحقيقة له ولا توجد سياسات على المدى القصير والبعيد تتجه نحو مواجهة اختلالات الاقتصاد المصرى .. ومن هنا التساؤل : متى نبدأ .. وقبل فوات الأوان .