الكثير من الأشخاص يخشـــون السقوط ولكن مع الحب فالجميع يريد أن يسقط ويغرق فى بئر الحب ويعيش تلك المشــــاعر واللحظات التى يتمناها ويعشقها أى شخص لأن الحــب هو الذى يغير الإنسان من حال إلى حال فقد يكون فى الحب بعض لحظات عذاب ولكن تلك اللحظات على الرغم من عذابها إلا أنها تحتوى على اللذة والمتعة لا يشعر به سوى من دق قلبه وعاش الحب الحقيقى الخالى من الغرائز الجسدية.
ما أروع ذلك الحب الذى يجعلنا نشعر بأهميتنا وقيمتنا فى الحيــــاة فهو المــــاء العذب الذى يروى ظمأنا ويشفى أوجاعنا فهو أقوى دواء، فهو يمثل ذوبان فى عالم المشاعر والأحاسيس فمن دق قلبه للحب يرى حبيبتـــه كأنها مصباح يضيئ له الحياة، بل تنير العالم بأكمله، وعندما تبتسم تخــرج الطـيور من أعشاشها ظنــاً أن الشمس قد أشرقت وحان وقت العمل.
فالشخص الذى يحب حباً حقيقيـــاً يعلـم إنه يعشـق الروح وليس الجســد، لأن الحــب الحقيقى هو ذلك الحب الذى لا يهدف إلى إشباع غريزة الجسد، والذى تقتصر على الدقائق القصيرة التى تجمع الزوجين فى بيتهمـــا الصغير فهو أعمق من ذلك وأجمل وأروع من أن نختصر الحب فى تلك الدقائق القصيرة التى تنتهى مع التقدم فى العمر والتغير فى الوضع النفسى والجسمانى للشخص.
إن الحب الحقيقى هو ذلك الحب الذى يعشق المرأة لروحها ولنفسها وليس لجســـدها أو لإشباع غريزته، وذلك لأن الحب الصادق يكون خاليا من أى شهوات أو غرائز دنيويـــة فالعشـــاق الحقيقيون يعلمـــون ذلك ومن عاش الحب يعلم إنه لا يريد الجســـد ولكـن يـريد الروح .
إن الجمال ليس جمال الجسد ولكن جمال الأخلاق وجمال الروح وخفة الدم فكــم من أشخاص يمتازون بالجمــال الذى لا يقاوم، ولكن عندما نتعامل معهم لا نجد فيهـــم روح أو حياة، فليس فيهم خفــة الدم بل برود وقـلة ذوق وعدم القدرة على الكلام فالحياة الزوجية ليست جسداً فقط بل جسد وروح معاً .
إن الحب الحقيقى هو ذلك الحـب الذى يدوم والذى لا يتغير مع مرور الزمن ودخـول خريف العمــر والتغير فى الشكل، فالحب الحقيقى يجعلنا مثل الطيور التى تحلق فى السماء بعيداً عن الأرض وتغرد وتنشد أجمــل الألحان على الأشجار والأغصان .
الحب هو المتعة الحقيقية التى يشعر بها الإنسان فى الحيـــاة فهو اللذة الذى يتمنى الشخص أن يعيشها بلا قيــود أو خـــــوف، فالحــب مثل الرصــــاص عـندما يصيب القلب فليس له وقت معين أو محــدد بمكـان أو زمان .
إن السقوط فى بئر الحب هو السقوط فى النعيم والبعــد عن الشقاء، فهـــو الشفــــاء من الداء، فمن دق قلبه بالحب فهو يصبح كالبركان المشتعل بالمشاعر والأحاسيس التى لا يطفئها سوى لقاء المحب، وحينئذ سوف يشعر بأهمية وقيمة الحياة، لذلك فأنا أريد السقوط فى بئر حبك ألف مرة حتى أتذوق العسل من شفايفك التى تشفى من كل داء ولكى أروى ظمأ عطشى من مياهك العذبة . فأنا بإختصار غريق بئر حبك .