فى عصر برغم ما يصل إليه من التكنولوجيا والتقدم إلا أنه يقف عاجزاً أمام بعض المشكلات، فليس هناك من يصل إلى درجة الكمال بل ومن المستحيل أن يصل إليها، فحتى فى الشعوب المتقدمة نجد المشكلات والكوارث، فمقالى هذه المرة أوجهه لكوكب الأرض ومن يعيشون عليه، فهى كوارث نعانى منها جميعاً، قليل منا من أدركها وبدأ فى التعامل معها، والكثيرون يعيشون فى غيبوبة الموت تجاهها، ولا نخفى أن الإنسان نفسه هو السبب فى تلك الكوارث، لذلك نوجه النظر إليها لتحديب المسار لضمان إستمرارية التقدم بنجاح، فدائما ما نحتاج إلى من يوقظنا من غفلتنا تجاه أمور تهدد الحياة على الأرض، وسنتعرض منها:
النمو السكانى المفرط، تلك الكارثة البشرية التى تكمن كارثيتها فى عدم استغلالها، ففى بلاد مثل الصين نجد أن سبب نهضتها فى البداية هو استغلال العنصر البشرى برغم الإنفجار السكانى وضيق المساحة بها، فالإبداع يكمن فى حسن التوظيف والاستغلال الأمثل، لذا سوف تعانى الدول التى لم تضع حلولاً تنموية واجتماعية لمواجهة التضاعف السكانى الذى يتنامى كل يوم عن الآخر، فعلينا أن ننظر إلى العالم بعد عشرين عاماً من الآن ونتساءل، كم عدد سكان الأرض، وكم منهم يعملون وينتجون، وكم منهم فقراء ويعيشون فى مجاعات، وكم منهم يساهمون فى تنمية بلادهم، وعلينا بالمثال فى مصرنا الحبيبة، حيث نتزايد كل يوم بعد الآخر، ولكن يبقى الوضع على ما هو عليه، فنظرة واهتمام لحل كارثة الغد لأجل التقدم لأمام.
الانقراض، بالطبع عشنا السنوات الماضية ورأينا حجم الانقراض لبعض الفصائل والفئات خاصة من الطيور والحيوانات على مختلف أنواعها، لم نشعر بالخطر نوعاً ما ، لأن الحيوانات التى انقرضت ليست بلادنا لها موطناً ولا تدخل روافدها فى الصناعات، ولكن كيف يكون الحال إذا انقرضت العديد من الكائنات الحية التى تعتمد عليها الصناعات، خاصة صناعة الجلود والملابس والأحذية، وماذا إذاً لو تطرق الأمر إلى انقراض كل حى على الكوكب نتيجة ما نحدثه من تلوثات بشرية تخطت مخاطر الإشعاعات النووية، قد تكون المحميات الطبيعية حلاً موقتاً، ولكن كيف يكون الوضع فى ظل عالم ملوث.
الحروب، والتى أصبحت غير مقرونة بسلاح ولا بطائرة ولا دبابة، فالحروب الإلكترونية أخطر بكثير، والحروب الثقافية أكثر خطورة فهى تدمر أمم وثقافات وقوميات، فتسعى الدول العظمى للسيطرة على العالم لتحقيق أطماعها وضمان أمنها القومى، ولكن لا تعلم أن السحر قد ينقلب يوماً ما على الساحر، وينقلب البركان على مجاوريه، وتتزلزل الأرض من تحت الأقدام، لذا فإن العمل على زيادة العمق الفكرى والثقافى لدى أمتنا العربية والإسلامية يحمينا من كل تلك المخاطر.
التلوث، ما بين تلوثات نووية، وقنابل وتجارب ذرية وعنقودية، وعوادم سيارات، وحريق لقش الأرز وحطب القطن منتجاً السحابة السوداء، ومخلفات المصانع والإنسان، بل والأخطر من ذلك التلوث الفكرى والذى يعد الأصعب فى المواجهة من كل أنواع التلوث، فيطغى علينا تلوثات بيئية وعقائدية وإجتماعية، فيعتبر تدنى العلاقات الزوجية وزيادة معدل الخلافات بها تلوث، تدهور حالة الشباب وفراغ العقول تلوث، الإهتمام بالصيحات والموضة تلوث، كذلك يكون الشغل الشاغل هو غذاء البطون والجسد أعظم تلوث، فما بين هذا وتلك تضيع الأعمار والسنون.
الماء والإنتاج الزراعى، حرب تهدد الحياة على الكوكب هى مياه الشرب، والتى لو توافرت على كواكب أخرى لصلحت الحياة عليها، فحجم التلوث الكائن للمياة العذبة يزداد مع حجم الفاقد منها أيضاً، لذا إتجهت العديد من الدول لتحلية مياه البحار، وتخزين مياه الأمطار، والاستهلاك من المخزون الجوفى، ونظراً لإرتباط الزراعة بالمياه وحيث أنه لا يشعر بهذه المصيبة إلا الفلاحون والمزارعون، لا سيما فهو أمنهم الحياتى والاجتماعى، فماذا وإلى أين تأخذنا أفكار الآخرين والمتحكمين فى هذا الملف؟.
الطاقة، فمن يمتلك الطاقة هو من يستطيع القدرة على المنافسة، ولعل أن هذا السبب هو الذى يقف وراء العديد من الإستعمارات والإحتلالات من الدول الغربية لمنطقة الشرق الأوسط والمناطق الغنية بموارد الطاقة، ولكن كيف يكون الوضع فى حالة نفاذ المخزون؟، بل والأخطر من ذلك كيف يكون الوضع إذا ما إستخدمت تلك المصادر لأغراض الحروب والإحتلال وتهديد حياة الإنسان على الكوكب.
الاحتباس الحرارى والتقلب المناخى، قد تبنى أعواماً ويأتى طوفان من السيول ويهدم كل شئ فى ظرف دقائق، فقد وصلت العديد من الدول بتقنياتها إلى اللعب فى هذا الأمر فى ظل توافر تقنيات النانو تكنولوجى وصرف الأموال الطائلة لعلوم الفضاء والكون، فقد يُستغل هذا الملف مستقبلاً لتحقيق أطماع الأخرين، فالخطر فى هذا الأمر أنه يحدق بينا جميعاً وليس بفئة خاصة، فإنتبهوا.
فما بين أموراً تبدوا كالمشكلات اليوم فتتراكم فى الغد حتى تصبح بعد غد كارثة قد يصعب مواجهتها، تلوث الكوكب بكل تلك الأمور هى مصائب تهدد حياة الإنسان على الأرض، فإنتبهوا وتثقفوا وتطلعوا لنظافة حياتكم حتى نعيش فى كوكب نظيف.