مع بشريات قدوم شهر ربيع الأول، تهل علينا ذكرى طيبة طاهرة وهى ذكرى ميلاد رسول الله "صل الله عليه وسلم"، إنه النبى الذى بشرت به الكتب السابقة كالتوراة "مثلاً".
روى الإمام البخارى عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قلت: أخبرنى عن صفة رسول الله فى التوراة قال: أجل، والله إنه لموصوف فى التوراة ببعض صفته فى القرآن: يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وحرزاً للأميين، أنت عبدى ورسولى، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب فى الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعيناً عمياً، وأذناً صماً، وقلوباً غلفاً. " صدق رسول الله صل الله عليه وسلم".
وهذا مصداقاً لقول الله تبارك وتعالى فى سورة الأحزاب: "يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً" صدق الله العظيم.
وإذا كانت التوراة قد أخبرت بقدوم نبى الرحمة رسول الله، فقد تحدث الإنجيل أيضا عن قدوم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: "ومبشرا برسول يأتى من بعده اسمه أحمد"، والقرآن الكريم تحدث عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بقوله:"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، قال بن كثير: يخبر تعالى أن الله جعل محمداً "صل الله عليه وسلم" رحمة للعالمين، أى أرسله رحمة لهم كلهم، أى تشمل (الجن والإنس والطير والنبات والجماد)، فمن قبل هذه الرحمة وشكر هذه النعمة سعد فى الدنيا والآخرة، ومن ردها وجحدها خسر الدنيا والآخرة .
روى الإمام مسلم من حديث أبى هريرة "رضى الله تعالى عنه" قال: قيل يا رسول الله ادعو على المشركين قال: (إنى لم أبعث لعاناً وإنما بُعثت رحمة).
ونختم فنقول: من منا يحب رسول الله ويحب أن يلقاه على الحوض، وأن يشرب من يداه الشريفة شربة هنيئة مريئة لا يظمأ بعدها أبداً، فعليه باتباع سنته والسير على خطى رسول الله سيد الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.