توقفنا فى المقال السابق عند بعض المشكلات التى ستواجه الشباب عند الذهاب للزراعة وكان منها عدم التأقلم ونقص الخبرة والروتين اليومى، وتحدثنا عن الحلول التى ستلعب فيها الدولة دوراً كبيراً، فالصعوبة دوماً تكون فى البداية بعد ذالك ستوفر الدولة جهد "حكومات" كثيرة قادمة، لأنها ستكون قد حلت نسبة كبيرة من مشكلة البطالة، وأسست أرضية صلبة جديدة للاقتصاد المصرى من خلال الزراعة .
ليأتى دور آخر للدولة وهو المتابعة، والمتابعة هنا تكون متابعة ميدانية بمعنى أن يجلس المسئولون مع الشباب الذى أتى ليعمل وينتج وهو أولى بالجلوس، والجلوس مع هؤلاء خير بكثير من الجلوس مع شاب يزعم الثورية ويدعو للاعتصامات والمظاهرات وتوقف كيان الدولة، فأنت كمسئول جلوسك مع الشباب الذى أتى ليعمل يجب أن يكون على رأس الأولويات، فمهمة المسئول هنا هى الاستماع المطول للمشكلات التى ستواجههم والإطلاع على فكرهم وتدوين حلولهم، ثم اتخاذ اللازم من إجراءات فعلية، لمحو العقبات التى تقف فى طريق هذا المشروع العملاق، وليكن هناك مسئولون متخصصون فى محو العقبات أمام الشباب، مهمة هؤلاء المسئولين هى محو العقبات فقط، وهى إن شاء الله ستكون عقبات بسيطة، وأتوقع فترة عمل لهؤلاء المسئولين مدتها ستة أشهر فقط حتى إنتاج أول محصول من هذا المشروع، وبعدها سيكون الكل قد انسجم مع النظام والتنظيم القائمين، ومن هنا يأتى الخير .
دور الدولة فى هذا المشروع كبير، فهى ستصنع حياة أكثر تنظيما، وتكون نموذجا لكثير من الدول إن فكرت الدولة فى سبل رفاهية الشاب الذى جاء ليعمل، وليست سبل التسليم والروتين ثم تعطى ظهرها للشباب، فالمكان الذى سيرى فيه الشاب رفاهيته والدخل القوى والبساطة فى مقابلة المسئولين، هل هناك ما سيدعوه للفرار من هذا المكان؟ بالطبع لا .. وأنا أقول ستة أشهر فقط بعد جنى أول محصول، وانظروا للدولة واقتصادها وعملاتها، ولكن الشرط هو "دعم رفاهية الشاب الذى أتى ليعمل" فنريد أن نحوله من شاب بائس إلى شاب يمتلك الرفاهية المصحوبة بالعمل، فكلما عمل كلما زادت رفاهيته .
هنا السؤال هل ترتبط "الرفاهية" بالزراعة؟ .. نعم إن محونا من ذاكرتنا أفلام الأربعينيات من القرن الماضى، وأخذناها كمهنة تجلب الرفاهية هنا ستتحقق، ولما لا ونحن نتحدث عن بوابة الزراعة .