أغلب الظن أنه " مجنون "، عبارة كان الجميع يصفونه بها كلما سأل أحد عن حاله، والحقيقة لقد اختلط علينا الأمر كثيرا، ما بين جنون صريح يدفعه للهيجان والخروج عن دائرة المنطق البشرى الطبيعى، فنتجنب شره، وبين حالة من الهدوء الشديد المستفز، حيث لا يتأثر بشىء حوله لدرجة تدفعنا للشك أنه يمت لعالم البشر بصلة .
كان صديقا للجميع، يؤنس وحدة الغريب وتسلية للجمع وترفيه عن المكروب، ومن عجيب الأمر أننا كنّا نرحب بجنونه الشديد ونعتبره كسرا لحالة الملل فى حياتنا، ونكره هدوئه المميت .
وما بين جنونه وهدوئه تأرجحت حياتنا كبندول ساعة حائط قديمة لا تستقر على وضع ولا تعطى قراءة صحيحة للزمن .