عاد من عمله عصرا، مرهقا بشدة، وذهب من فوره إلى حجرة نومه، كنّا نعرف عنه حبه الشديد للنوم، وبالفعل نام من فوره ربما لإجهاد فى العمل أو السفر أو بسبب الحر الشديد فى مثل هذا الوقت من العام.
على أن نومه قد طال أكثر مما ينبغى، فانتظرنا أن يصحو بعد ساعة أو ساعتين، لكن الأمر زاد عن حده حتى اعتقدنا فى وفاته أثناء نومه، فبعثنا لطبيب يقطن غير بعيد ويعرفه جيدا، فكشف عنه غطائه وأكد لنا مندهشا أن نفسه منتظما ويستغرق فى نوم شديد، وقد حاول الطبيب ونحن معه إفاقته فأبى أن يستيقظ .
وحتى الآن لا زلنا نحج إلى حجرة نومه كل فترة للسؤال عنه، وربما للتحاور معه أثناء نومه وسرد بعض مشاكلنا على مسامعه ونحن على يقين أنه يسمعنا من عالمه الغامض .