إن العلاقة الحميمة بين الكاتب وقارئه تبدأ عندما تقع الكلمة الصادقة مكتوبة على الصفحة البيضاء وتتوالى الكلمات تباعا ؛ سطورا ثم صفحات، مكونة مادة علمية أو أدبية يستريح لها القارئ مما يجعله يعكف على القراءة والمتابعة لكاتبه!
فهذا موج بحر متلاطم وتلك زرقة السماء التى تنعكس على ماء البحر فتكسبه زرقة وهذى شمس مشرقة وتارة ملبدة بالغيوم وهؤلاء الرعاة يسوقون أمامهم الأغنام وهذا نافخ الناى يأتى بأعذب الألحان وهؤلاء الفلاحين يحملون الفئوس على الأكتاف فى طريقهم إلى الحقول وغيرها وغيرها مما حبا الله تعالى به الطبيعة من جمال ورونق!!
تلك هى مادة الكاتب يستمدها من بيئته المحيطة به يراها واضحة جلية وقد لا يراها غيره أو يراها الغير ولا يعيرونهااهتماما!!؟
إن العلاقة بين القارئ وكاتبه تأتى من منطلق المتابعة والاقتناع والحب المتبادل بين الطرفين، على الرغم من بعد الشُقة والمسافة واستحالة الرؤية أو اللقاء أو انعدامهما!!
وهذه خاصية تميزت بها الكتابة للناس فى إيجاد علاقات بين البشر على الرغم من عدم المعرفة والالتقاء!
ولا شك فهو سلوك محمود يحسد عليه من يملكه ممن لا يملكه!!
وإن وسائل النشر المتاحة لها كل الشكر والامتنان لما لها من تقريب وجهات النظر والمسافات بين الناس!
فالناس فى حاجة ماسة إلى بعضهم البعض يستقون من الأفكار الهادفة ويرتوون من المشارب والميول ومن ثم تكون الثقافة وتكون المعرفة!!