لقد غاب عن مؤسسة تضرب جذورها فى أعماق التاريخ، التأثير والمشاركة فى مواكبة الأحداث، التى تشهدها البلاد، ذلك التاريخ الذى قارب الألف عام، الأمر الذى استرعى انتباه القيادة السياسية فى الدولة، وطالبتها مرارا وتكرارا بالتجديد والتطوير، ولا يقصد به فى ذلك الجانب، التغيير بالحذف أو الإضافة، للأسس والثوابت الدينية، وإنما ما تقصده القيادة السياسية، هو إزالة الأصداء من تجديد وتحديث للأدوات، التى يفترض بالأزهر أنه يمتلكها، وباعتباره قوى موازية، لمن يتاجر باسم الدين، ويستغل قوة الوازع الدينى لدى البعض، وخاصة الشباب، وتوجيهه وجهة عدائية ضد الدولة، فيها من المغالاة والتطرف، ما لا يخفى ضرره على أحد، ولم تسلم منه حتى عين سهرت تحرس فى سبيل الله.
ترك الأزهر تلك المسئولية الملقاة على عاتقه، من التوعية، بداية من أبنائه الخريجين والدعاة، وإعدادهم الإعداد اللازم لمجابهة التطور والتقدم التكنولوجى، لأجهزة التواصل بين الشعوب، التى أصبح العالم كنتيجة لها قرية صغيرة، حتى أنك ترى اليوم بعض من الدعاة والقيادات الأزهرية، من لا يجيد استخدام الإنترنت، أو حتى على الأقل الواتس آب، وتنظر إليه وكأنه توقف به الزمن، عند تاريخ كتابة كتب التراث، وليس بما تحتويه تلك الكتب حتى لا يسىء فهمى أحد، حتى أن المتابع لمواقع الأزهر الإلكترونية، يجد غالبيتها معطلة غير محدثة، وكأن الأزهر كمؤسسة بما يرصد له من موازنات وتبرعات مالية، عقم من أن ينجب من يعمل على تفعيل تلك المواقع وتحديثها.
والناظر لتلك المؤسسة نظرة واقعية فاحصة، باعتباره كان ابن من أبنائها يوما، يجد إهمالا ممنهجا فى بعض المعاهد، حتى فى طبيعة المواد الدراسية وتدريسها تجد أنك تدرس أمور لا وجود لها، ما السر الذى أدى إلى تدهور تلك المعاهد؟؟؟؟!!!! التى لطالما قادها علماء لا يخشون فى الله والحق لومة لائم، وكانت على الدوام تطهر وتطور نفسها بنفسها، ولا تستلزم تدخلا من أحد إلا الله، يطالبها حتى تفعل ذلك، لذلك نربأ بالأزهر أن يصيبه ما قد أصابه، وآن الأوان والحاجة ماسة لأداء واستعادة دوره المنوط به، ولا يمكن الاستغناء عنه، لكن بعد عمل ريفرش لقاعدة بياناته كما هو الحال فى لغة أهل التكنولوجيا .