د. سعاد شريف تكتب: النقص الوهمى للدواء.. وغياب ثقافة العلاج

هل سيصبح الدواء حكرًا على الأغنياء! البديل هو سياسة ناجحة لحل أزمة نقص الدواء المصرى؛ هو شعار لابد أن يرفعه جموع الشعب خلال الفترة الحالية، بعد اختفاء معظم الدواء من السوق حتى بعد ارتفاع سعره .


فى الأونة الأخيرة اختفت مئات الأصناف من الدواء المصرى من السوق؛ بسبب الارتفاع الهيستيرى لسعر الدولار، وعدم القدرة على استيراد المواد الخام اللازمة لصناعة الدواء، حيث تستورد مصر 95% من المواد الخام المصنعة للدواء ومواد التعبئة من الخارج.


اختفاء معظم الأدوية من السوق، ولم يقتصر الأمر على أدوية الحموضة أو الملينات، بل وصل الأمر إلى الأدوية الحيوية مثل أدوية "السكر والضغط والأورام والفيروسات الكبدية وغيرها"؛ مما زاد معاناة أصحاب الأمراض المزمنة، وأيضًا اختفاء المحاليل الطبية والأنسولين وألبان الأطفال والمستلزمات الطبية اللازمة للعمليات الجراحية.


شهدت السوق المصرية نقصًا فى 250 صنفًا، من بينها "أدوية المضادات الحيوية والفيتامينات وأدوية العيون والسكر وضغط الدم والجلطات والاكتئاب والحساسية والمحاليل الطبية والملينات وأدوية القىء للأطفال وبعض أدوية الحموضة"، وكل هذا بالرغم من زيادة سعر الدواء، حيث تم رفع أسعار الأدوية التى يقل سعرها عن 30 جنيهًا بنسبة 20%، لكنّ هذا القرار لم يحدث أثرًا على توفير الأصناف الناقصة فى السوق بل ازدادت أعداد النواقص.


ما السبب وراء أزمه نقص الدواء فى مصر؟.. الدواء المصرى مهدد بالانقراض، هل السبب هو نقص ثقافة المريض بسياسة البديل أم سياسة شركات أم تدهور الاقتصاد وسوء إدارة الأزمة.

نحن نعلم جيدًا أن السبب الرئيسى هو تدهور الاقتصاد وارتفاع سعر الدولار، ولكن لماذا نهمل سببًا هامًا أيضًا وهو نقص ثقافة المريض ببدائل الدواء الذى تعانى السوق المصرية من نقص فيه وإصراره على الحصول على نفس الدواء الموصوف من جانب الطبيب المعالج دون الخضوع لتعليمات الطبيب الصيدلى، مع العلم أنه الخبير الأول بالدواء لاستخدام البديل؛ وذلك يسبب ما يسمى بالنقص الوهمى للدواء؛ لأن الدواء موجود ولكن باسم مختلف وهو البديل فمثلاً يوثيروكس 100 مجم هو مثيل الالتروكسين الذى يستخدم لعلاج اضطرابات الغدة الدرقية، فلابد للمريض من الاتجاه إلى شراء البديل عند نقص الدواء واتباع تعليمات الصيدلى. وأيضا يجب تطبيق سياسة الاسم العلمى لحل هذه الأزمة وتطوير المصانع والسماح بتسجيل عدد أكبر من الأدوية.

نريد حلاً سريعًا للأزمة بالسوق؛ لأن الدواء ليس بطعام أو أسطوانة غاز؛ فالدواء هو حياة إنسان فما ذنب المريض الفقير الذى لا يجد الدواء ولا يستطيع شراء الأدوية المستوردة، فهل سيصبح الدواء حكرًا على الأغنياء؟.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;