تجد أشخاص تستريح لرؤيتهم والجلوس معهم، وخاصة بجوارهم وتعشق الحديث معهم، حتى وإن طال ؛ قد لا تعرف لماذا هذا الشعور اللطيف الذى يشجعك ويدفعك إلى التقرب منهم وقضاء معهم أطول وقت ممكن . حتى وإن قابل ذلك تعطيل عملك أو مصلحتك التى عليك قضائها .
وعلى الجهة الأخرى ؛ تجد أشخاصا ؛ لا تستريح لرؤيتهم ولا الجلوس معهم ولا الحديث إليهم، حتى وإن قصر اللقاء وحتى لو لم تتعطل عن شىء .
فى بداية علاقاتك مع هؤلاء الآخرين، قد لا تكون قد وضعت يدك على السبب الحقيقى أو التفسير المقنع، ولكنك عندما تجبرك الحياة قهرا أن تركز معهم وعليهم ولو لوقت قليل ؛ تعرف السبب ولكن عليك بقوة الملاحظة ؛ ستجد شرارات تتطاير من عيونهم وآذانهم ورؤوسهم ؛ حمراء وخضراء وزرقاء وصفراء وأحيانا سوداء، تجاهك وتجاه كل ما يرفضون وجوده حتى بلا سبب منطقى أو حتى غير منطقى .
لا تسألهم عن هذه الشرارات ؛ لئلا يحرقونك بنظرة منهم، والخوف كل الخوف أن ينظروا إلى شىء عزيز عليك أو غالى الثمن فى موجة غضبهم ؛ فتفقده إلى الأبد .
هذه المخلوقات الغريبة فى أغلب الأحوال تعيش غريبة وعجيبة ومريبة أيضا ؛ فهى تتمتع بطاقة سلبية وشر ؛ يمكنها من هدم برج القاهرة وكوبرى قصر النيل بأسوده الأربعة المهيبة .
ليس فقط حقد أو غيرة أو أنانية أو غل أو عدم حب للناس أو تمركز حول الذات .. دعنى أتذكر الباقى !!!ولكنه خليط مجتمع منهم جميعا .
عندما تختلف معهم فى نقطة ما، وتجدهم يتحولون أمامك إلى الأشكال المرعبة هذه ؛ لا تقف أمامهم ؛ لئلا تحترق أو تموت ؛ تنحى جانبا، ودعهم ينظرون إلى الأرض مثلا ؛ لعلها تحتمل ولا تنشق وتنهار .
إذا نظروا إلى شىء ذى قيمة ؛ اطلب منهم بهدوء أن يخرجونه من دائرة شرهم ؛ مثلا إذا نظروا إلى شجرة مسالمة فى الطريق ؛ اطلب منهم بمنتهى الأدب قائلا : "أرجوك لا تحرق الشجرة " .
هؤلاء الناس الاختلاف معهم اختيار غير وارد، وإياك أن تختلف معهم وإياك أن تتحدث إليهم، وإياك أن تظهر فى دائرة نظرهم، إن علمت بوجودهم فى مكان ؛ غادر سريعا، وإن دعوك إلى جلسة أصدقاء أو جلسة عائلية، اهرب بعيدا .
أما إن كانوا من المقربين منك ؛ احتسب عند الله معاناتك .
ولا تنسى أن تدافع عن الشجرة .