اليتيم كلمة صعبة لا يجوز أن تقال لفقيد الأب أو الأم "عمال على بطال"، لأنها تؤثر بداخلهم بشكل لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ومعظم الناس لا يفهمون ذلك ويتعاملون مع الأمر كأنه "حاجة عادية"، لكن صدقنى عزيزى المواطن إنها كلمة صادمة وصعبة بشكل مفجع، فليتنا عزيزى القارئ حين نقابل يتيما لا نناديه بهذه الكلمة، لأن حضرتك لما بتقول يتيم غصب عنك بتؤثر بالسلب فى نفسيته من الداخل ويحبط ويزعل، ويحس إنه عالة على حضرتك أو يحس بوجع فقدان الأب أو الأم اللى هما أعمدة البيت وممكن مايبينش هذه الأحاسيس لأنه موجوع وملوش غير ربنا وحضرتك أو حضرتِك اللى بتساعدوا على تكملة الحياة الطبيعية بعد فقدانه أحن وأطيب قلبين فقدهم، وهذه هى سنة الله سبحانه وتعالى، فلطفا باليتيم.
فاليتيم ليس له أهل، عارف يعنى إيه؟ اليتيم ليس له أم تحن عليه وتحس بيه ولا أب يخاف عليه ويسانده فى حياته، عارف يعنى إيه يتيم؟ يعنى يروح المدرسة فى أولى مراحلة التعليمية الابتدائية تلاقى مدرّسة شؤون الطلبة تدخل الفصل وتقول بعلو صوتها: "اليتيم يجيلى هنا عشان ناخد أسماءهم لكى يتعافوا من المصاريف المدرسية والكتب"، عارف ده بيأثر فى نفسية اليتيم قد إيه؟ عارف لما زمايله يسمعوا المدرسة، وهى بتقول كده بعلو صوتها فى الفصل وتأخد أسماءهم وتخرج بره الفصل تلاقى زمايلك بعدها يسألوك: أنت يتيم؟ أنت ماعندكش أب وأم ياعينى!.. عارف يعنى إيه؟ ولو عملت مشكلة مع صديقك فى الفصل بعد هذا المشهد تلاقى زميل آخر يقول يا عم سيبوا ده يتيم، عارف يعنى إيه الأحاسيس دى؟ عارف بتوجع قد إيه؟ مهما شرحتلك عمرك ما هتقدر تحس بيها لأن ماحدش يفهم الكلام ده غير اليتيم، قال صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم فى الجنة كهاتين"، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.
يعنى أرجوك ياللى بتربى اليتيم خاف على إحساسه ومشاعره، وذلك هيعود عليك بالخير من عند ربنا سبحانه وتعالى، وربنا هيجزيك خير فى الدنيا والآخرة، بلاش تتجاهل هذا الكلام عزيزى القارئ، لأنه كلام مهم جدا، ياريت لطفا بهم وياريت يكون فيه توعية أكثر فى جميع المجتمع المصرى، وفى جميع الجهات التعليمية التى تتعامل بدون وعى وبدون إحساس ولا مشاعر مع اليتيم.