يُمثل الشباب حوالى 46% من نسيج هذا الوطن، وهى النسبة الأكبر بين الدول الأخرى على مستوى العالم، ومع ذلك فمن المعروف أن قدرات هؤلاء الشباب تكاد تكون مُعطلة لظروف عديدة، فى اعتقادى أن إنشاء منظمة للشباب سيخلق نوعًا مميزًا من استغلال هذه القدرات على أعلى مستوى.
وقد نادى الكثير من المثقفين منذ سنوات عديدة بضرورة تنمية الوعى الثقافى للشباب عن طريق إشراكهم – بشكل فعّال – فى الخدمات الاجتماعية العامة المتاحة من أجل تعزيز الروابط بينهم وبين مؤسسات الدولة والاستفادة من طاقاتهم لأقصى درجة ممكنة، وقامت دراسات كثيرة فى هذا الشأن منها دراسة سامية حافظ عام 1988، ومحمد سيد فهمى عام 2000 وغيرهم، جميعهم اتفقوا على هذه الفكرة.
وفى رأيى أن لا شىء أفضل من تجمع هؤلاء الشباب تحت مظلة واحدة قومية تُنمى بداخلهم الوعى تجاه قضايا وطنهم، وتستثمر أفكارهم وإبداعاتهم على أوسع نطاق، وتقضى فى نفس الوقت على مشاكل يعانى منها الشباب أنفسهم مثل البطالة والجهل، ولا أقصد بالجهل معناه الشامل "الأمية" فقط، بل سأستعين بمقولة العقاد رحمه الله عندما قال "من لا يقرأ فى غير تخصصه فهو نصف أمى"، ومن لا يشارك فى تنمية بلده من أجل مستقبل أفضل له ولأبنائه من بعده فهو بمثابة الابن العاق، فمصر أمنا ولها حق علينا طالما سنحت لنا الفرصة، يجب علينا جميعًا كشباب يحمل على عاتقه أحلام هذا الوطن فى غدٍ أفضل، أن نتكاتف ونبذل كل ما بوسعنا حتى "تحيا مصر".