من المعروف أن الرحلات الروسية السياحية توقفت عقب حادث الطائرة الروسية فى 31 أكتوبر 2015، وقتها لام الكثيرون روسيا وإدارتها حول هذا القرار، خصوصاً أن روسيا تعرف الحالة الأمنية المصرية جيداً وأنه فى عز الثورات المصرية كان يأتى السياح الروس ويستمتعون بالمنتجعات المصرية دون خوف بل كانوا يتابعوا المشهد عن قُرب، فمصر ليست بلداً سياحيا بالنسبة لهم فقط، ولكنها الركن الدافئ الذى يركنون له فى هذا العالم، فالسفر والإجازات ارتبط عندهم بمصر، فشتان بين ابتسامتهم عند نزلوهم بمصر وبين حُزنهم عند انتهاء أجازتهم .
فمصر هى الركن الدافئ والمُعاملة الحانية والودودة التى يشهد بها الروس وسائر الجنسيات، فمصر تُخرج كوادر سياحية على أعلى مستوى تستطيع أن تصل بالخدمة إلى مُختلف الثقافات، بالإضافة إلى التقارب الثقافى والعادات بين الشعبين الروسى والمصرى، جعل التواصل أسهل بكثير، فانطباعات وتعليقات الروس حول مصر محفورة على مواقع الحجز الإلكترونى وشركات السياحية العالمية الكبرى والصغرى، يستطيع القاصى والدانى أن يراها .
ربما التمس البعض للإدارة الروسية العذر لأن المستهدف فى المقام الأول من حادث الطائرة كان ضرب العلاقات المصرية الروسية، وحرصاً من روسيا على الحفاظ على العلاقات وأواصر الثقة اتخذت هذا القرار حتى لا يُنصب فخ آخر .
ونحن نقول أولسنا "كروس ومصريين" قادرون على حفظ أمن بلادنا وقدرتنا عالية فى كشف الأفخاخ والمكائد ؟! ولن يُثنينا عن العلاقة الطبيعية بين الشعبين خوفٌ من فخ أو مكيدة، وكِلانا قادر على حفظ الأمن والسلام لشعبينا، لذا فلما نقطع العلاقات الشعبية بين شعوبنا ؟!
الشعب الروسى الآن يُعانى من البرد القارص، وقد ارتبطت سيكولوجيتهم بأن الدفء فى مصر والمعاملة فى مصر والخدمة الراقية فى مصر، ومصر تُنافس العالم فى الجودة السياحية ويتعجب العالم من سعر الخدمة السياحية التى هى فى مقدور المواطن الروسى متوسط الدخل، فالسفر من روسيا لمصر ليس بالشاق ولا بالمُكلف وإلا أن استمرت السياسة فى حجب شعبانا عن التواصل فسيأتى الروس لمصر راكبين الجِمال، فالشعوب أقوى من السياسة والسياسيين، فمصر تفتح أحضانها الدافئة للشعب الروسى الذى يُعانى من الصقيع الذى هَشَشَ العظام وأوقف الاستمتاع بالحياة .
بأمر شعبانا "المصرى والروسى" نقول للحكومتين الروسية والمصرية عَبروا عن تطلعات شعوبكم، ولا يلهكم المغرضون بألاعيبهم عن التواصل بين شعوبكم، فأنتم بذالك تسيرون فى فلكهم، فلا ترضخوا لهم، ونقولها صراحة للأصدقاء الروس : "لقد افتقدناكم كما افتقدتمونا، ونحن نرحب بكم الآن فعلاقة الشعوب أقوى من كل السياسات".