الغرب وما أدراك ما الغرب بحور من الدماء فى بلاد العرب ونحن من نبنى مجد الآخرين ونصنع منهم شيئا حتى لو كانوا لا شيء للأسف، نحن من يصنع غرورهم ونعطى قيمة ومكانة لمن لا قيمة ولا مكانة له ..!
ضعفنا يوم أن ضيعنا الطريق إلى الله عز وجل، وخالفنا عهدنا مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتجاهلنا وأهملنا ونسينا درس : " أحفظ الله يحفظك، أحفظ الله تجده تجاهك واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك " ضعفنا يوم أن تغافلنا عن :" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون أن كنتم مؤمنين" وإلا كيف نضيع وربنا الله، وكيف نهزم وربنا الله، وكيف يضيع الطريق من أقدامنا وربنا الله؟! هزائمنا تبدأ من داخلنا وكذلك انتصاراتنا، ووعد الله منجز بشرطه : "ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون ".
والعرب هم من صنعوا أمريكا وغيرها من طغاة العصر الحالى يحضرنى قصة النملة للكاتب الحارثى قال: نملةٌ بعثت فى أصقاع العالم من يروج لها أنها لو أرادت التهام السماوات والأرض فى لقمة واحدة لفعلت، فانبرى مبعوثوها يُرهبون الخلق، ويروون لهم القصص الخارقة عنها، فصدقوهم حتى أصبحت تلك النملة حديث صغارهم قبل كبارهم .. ثم أُعلن فيهم أنها قادمة إليهم تجوس خلال الديار، فأصابهم الهلع، فماتوا قبل وصولها إليهم هلعا .انتهت القصة.!
إن أحداث رئاسة البيت الأبيض وغيرها من البيوت البيضاء والحمراء فى كل بقعة خراب تنخر فى بيوت العرب وتدمرها أخذت من مجتمعاتنا ما أخذت، وصدقنا حديث النملة بيقين لا يخامره شك، واستفدنا من الحدث أن أمريكا خاصة والغرب بوجه عام تحكمنا وتفعل بنا ما تشاء، وتقتلنا بأيدينا ونجحت فى تقسيمنا وقريبا ستأكلنا سواء شعرنا بذلك أو لم نشعر، وإلا ما سر ذلك الاهتمام برئيسهم ؟! كذلك استفدنا أننا لم يبق لنا من الانتماء لخير أمة سوى أحاديث التاريخ، وأن المسافة بيننا وبين المجد أضحت بعيدة ولا محالة، ونحن نقرأ ونسمع كل تلك التحليلات، والخوف الذى يُطرح فى وسائل الإعلام، وبرامج التواصل الاجتماعى المختلفة . قال تعالى : ( فترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا فى أنفسهم نادمين ) وهذا يقودنا إلى ما هو أمرّ وأنكى وهو أن علاقتنا بالله، ومدد الإيمان به، والاعتصام بحبله، والانتصار بقوته، أصبح قول لسان دون تصديق قلب، فلا عجب أن تُرفع عنا نصرة الله، ولا غرابة ألا يكون لنا وزن بين الأمم. سيأكلنا الرئيس الجديد لأمريكا " ترامب الشرير"، سيمد يديه الخارقة عن بعد وسيمسخنا، سيأمر السماء فتمطرنا حجارة، وسيضرب برجليه الأرض من مكانه فتتشقق بنا وتبلعنا، سيغير خارطة عالمنا المتهالك الجبان، وسيمزقنا كل ممزق، ويجعلنا أحاديث ..! قلت: لا عجب أن تتبع هذه القلوب المهترئة الدجال حين يخرج فى آخر الزمان ! يا أمتنا العربية أن حدثوكم عن قوتهم، فحدثهم عن الله ذى القوة المتين. وإن خادعوك بمكرهم فذكرهم بقوله: ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. وإن أرهبوك بصواريخهم وعتادهم، فأرهبهم بطير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول..! أمة ربها الله، مدّت بحبلها إليه لا تُقهر، يا امة الحبيب اتحدوا، اجتمعوا على كلمة واحدة سوريا تحتضر، والعراق وليبيا واليمن وفلسطين وغيرها من الدول العربية تشتت وتراجعت وتفرقت بيد أبناءها وحكامها .