كان من المفترض أن أكتب مقالى هذا منذ فترة عندما قامت الاستاذة الفاضلة لميس الحديدى بعمل حلقة كاملة من برنامجها "هنا العاصمة" عن العنف ضد المرأة، ولكن رب ضارة نافعة وربما أكون انتظرت حتى ظهور تلك الحملة التى تنادى بوقف العنف ضد المرأة.
أعرف أنه موضوع صعب جدا، ولكنى أكتب مقالى هذا لأوجهه للرجال الذين يستخدمون العنف فى معاملتهم مع الجنس الرقيق.. لأن المرأة مخلوق رقيق حساس فهو لا يحتمل الخشونة التى يتمتع بها الرجل ولا تتحمل معاملته القاسية فيكفى ما تتحمله من أعباء فى المنزل وخارج المنزل فى عملها خصوصا إذا كانت امرأة عاملة.
ناهيكم يا قرائى عن أنه من المفترض أن هناك الكثير من الرجال الذين يقرأون القرآن وبالتأكيد على دراية بالأحاديث النبوية، حيث معظمنا يعلم أن الله سبحانه وتعالى ورسوله نهوا عن استعمال العنف مع المرأة.
وهنا أوجه كلامى للرجال...وأتساءل لماذا أنتم عنيفون هكذا؟ لماذا كل تعاملاتكم عنيفة مع هذا الكائن الرقيق الحساس؟ أين الرومانسية؟ أين العطف والحنان؟ وخصوصاً إذا كان هناك حب ومودة بين الطرفين، فلماذا استخدام العنف والضرب؟ فإذا كنتم هكذا فهل أنتم مسلمون؟ هل تصلون؟ هل تقرأون القرآن؟ هل أنتم على دراية بأن الله ورسوله نهوا عن تلك المعاملة السيئة للمرأة؟
للأسف اعرف أن أزواج هذا الزمان أصبحوا أكثر قوة وشراسة نتيجة للضغوط التى يواجهونها نظراً للمشاكل الحياتية اليومية والرواتب، التى أصبحت لا تكفى لمتطلبات الحياة الأساسية ولكن أرى من وجهة نظرى أنه ليس مبررا كافيا، لأن يكونوا عنيفين لتلك الدرجة تصل إلى حد الاشتباك بالأيدى والضرب.
ولهذا أضم صوتى إلى صوت الحملة التى قامت بها وسائل الإعلام فى الفترة الأخيرة بعنوان"ماتسكتوش".. فيا معشر النساء لا تسكتن على كل المهازل التى تحدث، حيث إن هناك الكثيرات يتعرضن للضرب من أزواجهم وخصوصاً إذا كان هناك بينهما أطفال، فلا يصح أن يحدث هذا أمامهم، لأنها مشكلة كبيرة فى حد ذاتها.. لأننا لابد أن نقضى على تلك الظاهرة ويصبح عالمنا خالياً من العنف.
كلمة أخيرة لوسائل الإعلام المختلفة...أرجو أن تحدوا من الأعمال الفنية التى تحتوى على العنف ضد المرأة، بمعنى ألا تحتوى الأعمال الدرامية على مشاهد تحتوى ضرب الرجل للمرأة أو إهانتها بأى شكل من الأشكال.... حتى يخلو عالمنا من العنف.