هذا ما أصبح عليه حالنا اليوم ، كشعوب عربية ، تناسينا ما تعلمناه فى صغرنا ، من نهج يسير عليه عدونا وهو" فرق تسد " ، تلك العبارة التى كنا نعيها جيدا منذ نعومة أظفارنا ، بل ونفهم يقينا كل أبعادها ، ماذا حدث لنا اليوم بعدما نضجنا ، لما هذا التمزق والتفرق الذى ألم بنا فى شتى أمورنا ؟
كلنا يسعى ليفرض رأيه على الآخر ، ومايتفوه به يعتقده يمشى على جادة الصواب ، وماعداه خالفها ، وحدة العروبة والدين ، أصبحا لا يشكلان وازعا لردنا لعقولنا ' من يمشى خلفنا فهو معنا ، ومن عصى فهو عدو لنا ، أصبحنا فى حالة لايرثى لها ، لأنه أنتهى ذلك العهد الذى يرثى فيه على أحد ، حتى تداعت علينا الأمم ، وأصبح الاختلاف وباء شابه الكوليرا التى تأتى فى قوم يجهلون التداوى فلا تبقى منهم ولاتذر ، لماذا نتعمد السير متأخرين ؟ على الرغم من اننا نملك مالايملكه عدونا !لماذا علماؤنا تقوم على عقولهم نهضة غيرنا ؟ولماذا لانبحث عن سبب نزوحهم ونصنع له علاجا يشفى أمراض قلوبنا ؟
أخافونا بتقدمهم الوهمى الذى نشكل لبنة فى أساس بناءه ، أصبحنا نلقى بأنفسنا فى الهاوية ، وننتظر حبلا تلقيه الأقدار لكى ينجينا ، اتفقنا دولة وشعبا على عشوائية إدارة حياتنا ، حتى وصل بنا الأمر لكى نعرف ما قد يصيبنا من أسباب للإعياء حتى فى أكلنا بعض الأطعمة ، ونأكلها رغم ذلك ملقين بالمسئولية على الأقدار ، بل نعلم أيضا أن القدر من عند الله وهو لايأتى إلا بخير ، يالا سخرية البشر!
فالسلبية أصبحت طريقهم الآخر لعدم الاتفاق إما نختلف وأما نتفق على الصمت أصبحنا أمام أحد طريقين أحلاهما مر ، وليس لطريق الخير أحدهما يأتى أو يجر