بعيداً عن أى تجميل أو مخالفة للواقع الذى نعيشه الآن فى مصر على المستوى الاقتصادى وحالة الغلاء والاستغلال والجشع التى نعانى منها جميعاً بلا استثناء فى كافه طبقات المجتمع من أغلب كبار التجار والمصنعين لتحقيق المكاسب الخياليه فى قطاعات كثيره واستغلال ازمات وتبعات تحرير سعر الصرف.
بداية يجب أن نضع فى اعتبارنا نقطتين غاية فى الأهمية: -
أولهما أن مصر فعلاً تعالج وبكل جديه بل وتتحمل اثار سنوات وسياسات اقتصاديه خاطئة طوال عقود عدة بإدارة وإرادة سياسية وطنية حالية تحاول جاهده أن تغير خريطة الاقتصاد المصرى وسط عالم تتسارع احداثه وتتشابك، ويعانى ايضاً مما نعانيه من موجات الغلاء ولكن الفارق بيننا وبينهم هى سنوات استطاعت فيها تلك الدول والمجتمعات أن توفر حد الأدنى للأمان للمواطنين من الخدمات الصحية والسكنية والتعليمية بدرجات متفاوتة فكانت وطأة تلك الموجات عليهم اقل حديه لانهم سبقونا بخطوات عدة.
وكان الطريق الاسهل متاح امام الرئيس ولكنه اختار الاصعب..
وأدعوكم أصدقائى لنظرة سريعه للعديد من الدول من حولنا سواء أكانت عربية او اوروبية أو حتى فيما ورا الاطلنطى ما بين دول امريكا الشمالية والجنوبية لنعرف أن العالم كله يعانى وبقوه مما نعانى نحن منه .
وثانيهما أعود مرة أخرى معكم به للشأن المصرى الداخلى وهو ما يهمنا ويعنينا هنا ولكنى أردت اخذ الوضع العالمى فى الاعتبار حتى نكون اكثر مصداقيه وعلم ودرايه بالأمور من حولنا .
أتمنى ألا تنزعجوا من تلك الأرقام والحقائق التى توصلت إليها بعد البحث والمناقشة مع العديد من العاملين فى قطاعات عده وشركات متنوعة فى السوق المصرى .
فهل تعرف عزيزى المواطن أن هناك قطاعات تقترب من 75 % من حجم استثمارات السوق المصريه تحقق ارباحاً بعد كل مصروفاتها والتزاماتها تصل إلى 200 – 300 – 400 % !!!!!!! " لا تتعجب كثيرا ًزى ما بقول لحضراتكم كده ".
فطوال سنوات طويله بدأت من أواخر السبعينيات وترعرعت فى الثمانينات وازدهرت فى التسعينات وطابت وأينعت مع الألفية الجديدة حققت تلك الشركات أرباحاً تفوق الوصف ولا تتحقق فى أى مكان فى العالم الذى لا تزيد نسبه الربح فيه عن 50 % على اقصى تقدير .
وأعود لأذكركم هنا بمقوله الرئيس لهم فى بدايه ولايته (كسبتم كثيرا فى الماضى ضحوا بالقليل من اجل مصر) ولكن هيهات ودن من طين والأخرى من عجين ولا حياة لمن تنادى .
فلم تكن رسالة الرئيس وكلماته لهم من فراغ وإنما من واقع أرقام وأرباح يعلم هولاء جيدا أنها لم ولن تحقق فى دول كثيرة وقد كانت تحقق هنا "بمبادئ فتح عينك تأكل ملبن ومشى حالك يا بيه "واللى تغلبه العبه" وافتح الدرج وأبجنى تجدنى وده الشاى بتاعك".
هل تعلم عزيزى كيف تحققت تلك الأرباح والأرقام !!!! تحققت بمنظومة متكاملة من الفساد المتبادل بين طرفين بدء من موظف درجة سادسة فاسد وصولا للمسؤل الكبير وعلى التوازى من صاحب كشك حرامى وصولا لمستثمرى المليارات نعم منظومة فساد كاملة متكاملة تحمى نفسها وتدافع عن مصالحها طوال تلك السنوات وتحاول العصف بمن يحاول أن يخلخلها أو يهدمها حتى لو كان رئيس الجمهورية نفسه فتصنع له الأزمات ونروج الإشاعات ونساعد لإنجاح مخططات خارجية وداخلية ما بين دولار وأدوية ومواد تموينية وسلع استراتيجية.
هل تعلمون لماذا لأنه يخطط لهدم ونسف تلك المنظومة الخبيثة التى يعانى منها مجتمعنا طوال أربعون عاماً والقادرة على نسف كل مشروعات التنمية والتطور مهما بلغ حجم المشروعات العملاقه والإنجازات .
فما بين فساد مالى وفساد دينى وفساد سياسى وفساد أخلاقى حتى أصبحت الصورة بالمقلوب وأصبح الخطأ مبرر جدا والصحيح والاصول هى من الشواذ والنوادر القليله جدا .
وقبل أن يتبادر إلى ذهنك عزيزى أن تحدثنى عن دور الأجهزة الرقابية فى الدولة اقول لك وبالفم المليان ودون مبالغة نسبة كبيرة من العاملين بمديريات التفتيش والتموين اصابهم العطب وال...... ولا أقول هنا الجميع فالطبع هناك شرفاء عديدين ولكنهم وبكل أسف يتلاشون فى متاهة الخوف ولقمة العيش والتهديد من أصحاب المصالح والنفوذ المتنوعة والمتشابكة لنصل فى النهاية لما نحن فيه الآن.
ولكن نلمح نورا من بعيد يظهر وبقوة وفاعلية لجهاز رقابى قوى وفعال كان ينتظر تلك اللحظات ليقوم بدوره الذى قد يكون حُجم عنه وغلت يداه لسنوات طوال وكانت الإشارة الخضراء للسيد رئيس الجمهورية منذ أشهر ليست بقليلة أنه لا حماية لفاسد أى كان موقعة حتى لو كانت رئاسة الجمهورية نفسها وهو جهاز الرقابة الإدارية.
نعم نحتاج إلى وقت لأنها سنوات طوال من التردى والفساد أفرزت لنا ذلك الاخطبوط الضخم من الفساد ولكنه دورك عزيزى المواطن أن تساعد أجهزتك الرقابية بلا خوف أو تردد وأن تبلغ عن كل حالة فساد أو استغلال .
ورويدا رويداً وفى وقت ليس بالطويل ستشهد مصر تحسناً ملموساً جدا على كافة القطاعات لأننا نتحمل جميعنا تلك الفاتوره السوداء العفنة والمزرية..
سنتحمل قليلاً ونتفاعل كثيراً مع هذا الرجل والشرفاء العاملين معه وهم ليسوا بقليلين بل وفاعلين جدا وفى مواقع عده لنعبر بمصر تلك المرحله الصعبه والحرجة.
وللحديث بقيه إن كان فى العمر بقية.. ولتحيا بلادنا بشرفائها ورجالها الاوفياء .