خطوط سوداء اقتحمت صفحات كتب قديمة لترسخ معتقد لا يرقى للذكر ولا يتدنى للنسيان، تظهر حروف دفنت تحت حبرها السرى طويلا لتروى أحاديث وما خفى كان أعظم، حينما يحلق النفاق فوق سماء حيواتنا ونسقى من عجز ضمائرنا، تستباح حرمات أخواتنا ويبقى الطفل الصغير يحكى عما أجبرناه ليراه بل ونثقل عليه بالتفسير، هل لا زال ما بين أضلاعنا على تعريفه القديم !! أم أنه استبدل بآخر جرد من أوصافه واقتصر على هيئته الجامدة، عضلات محتشدة بدماء تأخذها ثم ترسلها، لا حراكا لمشاعر ولا تأنيبا لضمير، ولمن اللوم وقد لطخت أيادى الجميع ؟، ولمن اللوم وقد حشدت نيران أرسلت معانى الصداقة إلى الهشيم ؟، لمن اللوم ولم يبق سوى حطام تربعت الجثث أنقاضه ؟.
وكأن معانى الفضيلة والأخلاقيات وجدت لتسطر بين سطور تلك الكتب القديمة، لم تعد هناك أيادى لتكشف عنها الغبار متكبدة عناء قراءتها، ولم تعد هناك عقول تعى ما بحوزتها، لم يبق سوى الزمن شاهدا على تفرق كلماتها وغبارها شريكا لغربتها، ثم توقفت الشكوى وذاع التهليل ولم يعد للاعتراض سوى التكبيل، فما دهاكم يا قوم ؟ وإلى متى الصمت ؟.
كلما خلدت إلى ورقتى أفرغ لها ما فى جعبتى، تأخذنى الكلمات إلى صدى أصوات قلبى وهى فى نحيب، يأبى القلم إلا بالمداواة منصتا إلى شكواه، أأسف على صمتى وخوفى من المقال ؟، أنفر من نفس طالها من صمت العجز ما طال، أستوحش صحبة أغوت عقلى للنسيان، وتسترجع ذاكرتى بأى مبررات خذلونا ؟ ومن اتهموا ليسكتونا ؟.
دائما هناك السؤال لكن هل وجد جواب ؟، دائما هناك استنكار لكن هل وجد تفسير؟، ليظل العقل فى معضلته محاصرا بين صور شفاه متحركة، شتتنا ولا تزال حتى أصبحنا على شفا حفرة من النار، لتختلف الأولويات وتتغير متطلبات الحياة فيضيع البحث عن الأساسيات وتشغلنا الفرعيات، ما اتخذت من معناها الوصف دون أن تشبع بالمضمون .
ماذا تعنى العروبة ؟ وهل لا تزال على عهدها القديم ؟ هل من أمل ؟ بل ؛ هل يحق لى السؤال أم وجب الخوف من المقال ؟، من أسأل ومن سيجيب ؟، من أحب ومن أكره ؟، لم التناقض ؟، أين الانصاف؟، هل من مجيب؟؟؟!.