شفيق السعيد يكتب : إذا تكلم التاريخ .. فليصمت الجميع

التاريخ كتاب شامل جامع لكل الحقائق، وسد مانع لمحاولات التحايل والتدليس، ومهما كانت حيل المزيفين، فلن يستطيعوا شطب ولو حرفا واحداً كتبه التاريخ، والتاريخ سطًر وبألوان ناصعة صلة رحم ومودة تربط بين الشعبين المصرى والسعودى . من عهد خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام مروراً بنبينا الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ووصيته خيراً بمصر وبشعبها أثناء فتح مصر ونحن نعيش كأعضاء الجسد الواحد، يكمل بعضنا بعضا ولم يتوانى أحد الطرفين فى مساعدة الأخر وقت الحاجة وستستمر تلك العلاقة الحميمة إلى الأبد، ولن تتغير بخلاف على صك ملكية لحفنة تراب . حلقات النقاش مفتوحة على مصراعيها للتفاوض والحوار بين المختصين بشأن جزيرتى تيران وصنافير ولكن بشكل رسمى، أما مواقع التواصل وما يحدث فيها من تراشق من بعض المشحونين وهتافات تشبه هتافات مشجعى كرة القدم والتى تديرها جماعات مشبوهة تسكب حرارة حقدها ومرارة شرها، لتشعلها حربا كلامية بغرض بث الكراهية بين أبناء الشعبين، فلا جدوى منها ولابد أن تتوقف فوراً، لتمر السحابة كغيرها من سحب الصيف التى لن تترك خلفها ما يعكر الصفو. الشعب السعودى شعب هادئ بطبعة وغير متسرع فى تصرفاته، وخلال ستة عشر عاما عشتها بينهم وعن تجربة أؤكد ما أقول، وهو شعب مضياف، معطاء وعطوف ويعشق مصر وشعبها ولن انسى تلك السيدة العجوز التى استوقفتنى اثناء ثورة يناير، فى الوقت التى كانت تذيع فيه قناة الجزيرة ما يحدث فى شوارعنا من فوضى ونهب، أخذت تلك السيدة تخفف عنى ورفعت يديها لأعلى وأخذت تدعوا لمصر وللمصريين بكلمات خرجت من قلبها وما تلك المسنة إلا واحدة من ملايين الشعب السعودى الذين لا يحملون لمصر إلا كل الحب والتقدير والاحترام . أما على الصعيد الرسمى فمواقف ملوك المملكة تؤكد روايتى، ولو عدنا بالذاكرة إلى حرب أكتوبر لتذكرنا الدور العظيم الذى لعبته السعودية من أجل مصر، وقد كتب التاريخ بحروف من ذهب الموقف الجليل للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بعد رحيل الإخوان ووقوف المملكة شعبا وحكومة بجانب اختيار الشعب المصرى وصولات وجولات وزير الخارجية السعودى الراحل المغفور له الأمير سعود الفيصل، التى غيرت نظرة العالم وصححت مفاهيم الغرب تجاه مصر لا تنسى . الأيام ستمر وستستمر ولن تتوقف، كغيرها وتلك هى العلاقات البشرية لا تسير على خط مستقيم، ولا تخلو من صعود وهبوط ولكنها بالتأكيد تختلف بين الأشقاء عن غيرها ونحن بيننا صلة رحم واحترام متبادل، وقد أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى العام الماضي، حينما صافح الملك سلمان وأكد للعالم كله قوله: لن ترونا إلا هكذا، قصد بالطبع احترام وثقة متبادلة. ليس هناك أصدق من التاريخ وأثبتت الأيام أن صلة الرحم هى أقوى حلقات التواصل بين الناس والسيدة هاجر وابنها اسماعيل يوثقون تلك العلاقة، نحن إذن وبلا شك أهل وأشقاء ولن يستطيع المغرضون قطع صلة الرحم الذى تعهد الله بعدم قطعها واشتق لها اسم من اسمه .



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;