مع اختلاط أفكار الناس وتزاحمها والتفرد لكل جديد أصبح من الصعب علينا تحديد بيان وبهتان الأمور، فلكل شيخ طريقة ولكل واعظ عظة ولكل رجل دين وجهة حتى أصبح الأمر معقدا علينا نخاف أن نتبع مسلكا فيقنعنا الآخر بمسلكه هو، نحب من كلامه ما يصل للقلب لنكتشف أن الآخرين يلقبونه بسهوكة الحديث، أصبحنا نغشى على عقولنا وعلى غشاء قلوبنا الدينى وهو النقطة المحظور الوصول لها .
ومع زيادة العلم زاد الجهل وكأنهما وجهتان لبعضهما فرغم وجود العلم زاد الدجل زاد الإسفاف زادت الأفكار الباهتة والخواطر الرديئة فأصبح السبكى وأفلامه مطلبا شعبيا والبرلمان ونوابه قبلية عصبية .
ربما هذا لأننا تركنا المضمون واكتفينا بتزاحم الكلام دون جدوى وربما الآن البيان والبهتان قد ضلا سبيلهما عنا .
لا تستغرب قارئى من ربط الأمور، فهذا بعينه البيان المغلف بالبهتان او العكس البهتان المغلف بالبيان فنحن فى زمن أصبح الإقناع فيه بالإبهار وكل صاحب قاموس لغوى وقدرته على دمج الأحرف لخلق جمل قد تكون مفيدة ، لكن يجب أن تكون مبهرة هكذا أصبحت عقولنا تبهر لكن لا تفكر تندهش لكن دون أن تحلل ، نعيش فقط لنعيش كلنا أصبحنا نتشابه رغم الاختلاف كم نتوق لجديد مفيد.