قابلت ذات يوم
أحد قدامى الأصدقاء
وجدته مختلفاً
تائهاً حائراً
وتبدو عليه أعراض
فترة طويلة من الإعياء
يا صديق العمر خبرنى
ما هى حقيقة هذا الاختفاء !
أيام وسنوات قد مضت
ولم ترد عنك أى أنباء
أين هى تلك الفتاة
التى كانت ترافقك دوماً
تالله لم نرى أسعد منكما
منذ آخر لقاء
تنهد الصديق طويلا
ثم قال...
قدرٌ فى هذه الدنيا
أن نشتاق إلى النساء
وأنا عشقت امرأة
قالت فى البداية أنها عمياء
وأن حبى وحده هو من أعاد
لعينيها الضياء
قالت أنها صماء
وأن صوتى هو من أعاد
لسمعها الإصغاء
قالت أنها خرساء
وأن اسمى كان أول
ما نطقت به من أشياء
حتى أنها قالت ذات يومٍ
أن وجودى فى الدنيا
هو سببها الوحيد للبقاء
ومضت سنوات العمر..
وتأكدت أنى قد خدعت
بهذا الهراء
وبأن قاموس المرأة
لا يوجد به كلمة "وفاء"
فمهما سعيت لإرضائهم
لن تنال إلا الشقاء
سينتهى بك الحال
وحيداً فى العراء
ففصل الصيف لدى المرأة
هو ذاته فصل الشتاء
وإن ضعفت فى يومٍ
ستقتلك المرأة بسلاح
نسميه نحن جبروتاً
ويسمونه هم "الكبرياء"
يا صديقى..
هناك حقيقة واحدة فقط
فى دنيا النساء
تذكر دائماً أن
"كلهن سواء"