محمد عمر محمد يكتب: أى النساء تتزوج؟

أتى شاب ناجح لحكيم يستشيره أى النساء يتزوج، هل يتزوج الفتاة المثقفة متوسطة الجمال أم الجذابة الأنيقة فائقة الجمال، أم العاملة التى تعمل وتقدر عذابه ومشاقه فلا تثقل عليه بمشاكلها التافهة أم ست البيت التى تجعل بيته الجنة التى يستريح فيها من جحيم العمل ولكن اعلم قبل أن تجيبنى أننى لا أريد زوجة متحجرة المشاعر عاجزة عن الحب تنافس زوجها وكأنهما فى معركة حتما ولابد أن تكون هى الفائزة عدائية متسلطة تافهة العقل تفتقر لمشاعر الانتماء لبيتها تضع زوجها دوما على هامش حياتها مغرورة أنانية نرجسية لا تعطى ولا تذوب ولا تقبل الانصهار متصيدة ماهرة لأخطاء زوجها تبدع فى البحث عن نقاط ضعفة لتنكد علية حياتة مهما ضحى من أجلها تراه دائما ظالما وجانيا يستحق الإعدام فى ميدان عام.

هنالك اعتدل الحكيم فى مجلسه وقال للشاب الناجح الباحث عن الزوجة التى يريد أن يرتبط بها وقال له: أنت تريد امرأة فيها صفات متعددة ثرية العقل غنية الروح تملك روحا سمحة ونفسا طيبة وطباعا هادئة غير متسلطة وغير عدوانية تحب وتثق بالرجل الذى ارتبط بها تسلم له قيادة مركب الحياة تساعده بعقلها وبجهدها تقف بجانبه وليس وراءه ولا ترضى أن تقف أبدا أمامه إخلاصها ووفائها ليس محلا لنقاش أو تأكيد تعلم أن الحب هو حياتها وزوجها هو محور حياتها وأسرتها هى مملكتها زوجة تقية نقية مؤمنة ليست فى حاجة لكلمات أو عبارات المديح وتلميحات الغزل لثقتها العالية فى نفسها وحسها الأخلاقى القوى مبادرة إيجابية مشاركة فعالة تعرف جيدا أنها مصدر الحياة الاستقرار مصدر الاستمرار مصدر قوتها الحب والاحتواء والفهم والوعى والذكاء تستند حياتها كلها إلى قاعدة اخلاقية تتمثل فيها كل القيم الرفيعة من صدق وامانة وتواضع وتسامح ينعكس فى سلوكها العام وحياتها الزوجية زوجة تكون مثل العصى تتوكأ عليها وانت تصعد الجبل والمظلة التى ترفعها فوق رأسك وانت تسير وسط امطار الحياة ومانعة الصواعق التى تصد الأعاصير ومصباح تحمله وأنت تمشى فى الظلام وبوصلة تهديك فى التية وخزانة آمنة تودع فيها أسرارك بلا خوف وفرامل توقفك عندما تندفع وروح قوية تمنعك أن تتخاذل وانت تواجة ضربات الأعداء ومصاعب الحياة وعلبة اسبرين عندما تشعر بالصداع ومنديل تمسح بة دموعك وتجفف بة عرقك ومرهم يبرد جراحك ان بحثت عن اصدق صديق وجدتها وإن افتقدت الأم وجدت فيها الحنان والتضحية بلا شكوى أو ندم زوجة تتحمل أضعاف ما تحتمل أى امرأة اخرى تصبر أكثر مما صبر أيوب تصمد كأنها جبل تستطيع ان تكون عمود الرجل الفقرى وقلبة وعقلة فى وقت واحد زوجة تعيد له الأمل عندما ييأس وتحبب له الكفاح والثبات عندما يتراجع تبتسم فى الوقت الذى تغيب فيه البسمة وتحلم فى وقت يعم فية الكابوس تعامل زوجها وكأنه أغنى الناس إذا أفلس هنا نظر الشاب للحكيم وقال له: مستحيل أن أجد هذه المرأة فقال له الحكيم: كل امرأة تحب زوجها تستطيع أن تكون هذه المرأة