إن الخاسر الأول والأوحد من الصراعات والانقسامات العربية العربية والعربية الإسلامية هى وحدة وترابط جميع الدول والشعوب والمنظمات والهيئات والقوميات والمجتمعات العربية والإسلامية، كما أن المستفيد الأول من تفكك وانهيار الدول العربية والإسلامية هى جميع قوى الاستعمار وفى مقدمتها الكيان الصهيونى الإسرائيلى، كما أن المستفيد من التباعد والخلاف بين مصر والسعودية أو بين مصر والدول العربية والإسلامية هى أثيوبيا التى تسعى فى توظيف واستثمار هذا التباعد والخلاف فى سرعة استكمال وإنهاء بناء سد النهضة الذى يهدد الأمن القومى والمائى المصرى كما يهدد وجود وحياة مصر وشعبها .
أيضا أن المستفيد من هذا التباعد والخلاف العربى والإسلامى هى إيران التى تسعى للهيمنة على الخليج العربى كما تسعى لإسقاط السعودية حاضنة الحرمين الشريفين وقاعدة المذهب السنى فى العالم الإسلامى كما تسعى إيران أيضاً لغزو العالم الإسلامى والعربى فكرياً وإيديولوجياً ومذهبياً وذلك بنشر المذهب الشيعى فى شتى ربوع العالم الإسلامى والعربى، وخاصة بعد بداية مظاهر تغير موازين وتوجهات القوى العالمية فى المنطقة وحول العالم وكذا بداية مظاهر تقلص وتراجع الوجود والنفوذ الأمريكى فى المنطقة وحول العالم كما حدث سلفاً انهيار الإتحاد السوفيتى بنفس تلك العوامل والمؤثرات التى آلت إلى اختفاء وانهيار الإمبراطوريات العظمى على امتداد التاريخ، كما تزايدت قوى التحالفات الروسية والإيرانية والإقليمية الحالية فى المنطقة وحول العالم، وهذا ما قد يبشر بقفول نجم وإنهيار تحالفات القوى العالمية الحالية ومولد وبزوغ نجم تحالفات إقليمية وعالمية جديدة بأجندات وإسترتيجيات جديدة قد تقود العالم إلى مستقبل آخر مجهول، فمن هو الخاسر ومن المستفيد إذن .؟