شحات خلف الله يكتب : أعطنِّى حُريـَتىِ

الحُرية هى ذلك اللفظ الرقيق الذى يسعى الجميع إلى جعله من شمائل الشخصية ومميزاتها فى مجتمعاتنا، نسمع مقولة أنا حر وهى حرة وهم أحرار ونعيش بحرية كلمات تتردد على مسامعنا كثيراً لكن ما هى الحرية ؟ الحُرية منّ وجهة نظرى هى العبودية الخالصة لرب العباد فى كل التصرفات والمواقف والخلجات النفسية وعندما تكون عبداً خالصا لرب العباد دون أشراك أى طرف أخر هنا فقط أنت اكتسبت صفة الحريه وأصبحت حراً. الحرية ليست تمرد على الواقع ولا تتعارض معه بل هى محاولة التكيف مع الواقع وترويض ظروفه حسب الإرادة الداخلية لك دون تصادم أو عناد وتعصب لرآى معين . الكثير من الشخصيات فى مجتمعاتنا يقوم بالصمت عن مواقف معينة خاطئة ويطأطئ لها الرأس وتنحنى المناكب بغرض استمرار الحياة وحتى لا يتم هدم المشاريع القائمة فعلياً، وعند الرغبة فى التغيير يجد نفسه فى صدام عنيف مع المحيطين به وهنا يكون فى مفترق الطرق بين أعلان شهادة الوفاة لجسد يتحرك ويأكل ويشرب أو شهادة ميلاد جديده خالية من متطلبات الحياة وعناصرها ومكنوناتها الجميلة لكون الماضى والظروف المحيطة تكشر عن أنيابها فى محاولة لإجهاض فكرة التمرد . ما بين استرجاع الأحلام الضائعة فى إكتشاف الذات وبين استمرار العبودية والإنكسار وعدم الحرية نقاط وأمور يجب وضعها فى النصاب عند الأختيار كون تلك النقاط ستكون أيضا عنصر أساسى فى الحياة الجديدة لكن بالرفض المطلق سئ المذاق . أرتداء ثوب الضحية للجنس البشرى غير قاصر على مرحلة عمرية معينه أو طبقة أجتماعية معينة، فالرجل والمرأة والشاب والفتاة يرتدون تلك الثياب جبرا، لا رغبة أو نزوة عابرة للشعور بشفقة الأخرين، مجتمعاتنا تعانى الجفاف العاطفى ومرحلة بيات شتوى دائمة للمشاعر للكثير من الأسباب التى لا تخفى على شخص كالضغوط الأقتصادية أو الأجتماعية وغيرها، ويوماً بعد يوم تتراكم تلك الضغوط حتى تثقل كاهل حاملها وهنا أما أن يموت قهراً أو يصرخ بكلمة [ لا ] وإن توفرت لديه الجراءة و نطقها ستحدث المواجهة ويا لها من مواجهة مع مواقف تراكمت عشرات السنين بغرض الحصول على حرية زائفة فى محيط أجتماعى تم تدميره بالتلفظ بتلك الكلمة . الحرية والأستمرار فى الوحل لفظان سيكونا مشكلة لدى الكثيرين عند محاولة خلع رداء الضحية والرغبة فى الحصول على شهادة ميلاد جديده كون الوليد سيكون بلا مأوى وبلا إستيعاب فى المجتمع . العاقل فعلا والفاهم لمعنى كلمة أعطنى حريتى هو من يقوم بترويض المتاح لإثبات الوجود وبذل المزيد من الجهد لإشعار الآخرين بمدى أهمية الدور الذى يمارسه فى الحياة وزرع الثقة فى النفس ونفوس المحيطين بأن نجاح الفرد هو نجاح المجتمع وأن الخلاص من شركاء عبودية الرب هو الإعلان الرسمى لتملك زمام الحرية والخروج من عباءة الضحية إلى عباءة القائد الملهم الحائز على حريته دون طلب من الآخرين



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;