السينما.. هى دار الفن الذى ينطلق بالقصة من الورق المطبوع إلى الواقع المرئى على الشاشة الذهبية، والفن الهادف هو الذى يحمل رسائل تعالج قضايا المجتمع وهو مرآة الشعوب التى تعكس هويتها .
وقد زخرت السينما المصرية - هوليوود الشرق الأوسط - بالعديد من الأفلام التى تلمس روح المجتمع المصرى وقدمتها فى قوالب درامية وكوميدية، تحث على تبنِّى القيم الأخلاقية والتربوية الدينية والوطنية السامية .
وقد كان استوديو مصر علامة مميزة فى بداية إنشاء السينما المصرية، ونبعت منه أفلام الزمن الجميل التى حفرت كيانها فى ذاكرة السينما العربية، واستمرت مصر لأكثر من مائة عام فى إنتاج أروع الأعمال الفنية، أى أننا تخطينا حاجز القرن من الزمان فى مجال الإنتاج السينمائى.
وبما أن القصة هى عماد العمل الفنى ومفتاحه للمنافسة، وفرض نفسه وسط الأعمال المقدمة حوله، فإن بضعفها يختل ميزان قوته، ولذلك لابد من انتقاء القصص الهادفة ذات الموضوعات المتنوعة الأكثر عمقًا بعيدًا عن التكرار، وضحالة الفكر التى نراها الآن مع اختيار السيناريوهات الراقية الخالية من الألفاظ غير الأخلاقية التى تلوث مسامعنا وبالأخص الصغار، ومحاولة استخلاص القدرات الإخراجية المتقنة والعودة إلى الروح المصرية بدلاً من الاقتباس والتعريب، وللارتقاء بالسينما المصرية لمستوى التقنيات الحديثة، فليس مستحيلاً إدخال فنون الكروما والواقع الافتراضى وثلاثية الأبعاد، فنحن نطمح للنهوض بالسينما ونوعية أفلامها بشكل عام بعد أن أصبحنا نشاهد أفلاما جيدة، ولكن بمعدل فيلم أو فيلمين فقط فى حصاد العام الواحد.
إن السينما المصرية حفلت بالكثير من النجاحات عربيًا وعالميًا على مدى عقود، ولذلك تستحق أن تستكمل مسيرتها بتكاتف جهود العاملين بها للحفاظ على مكانتها، لكى تليق إبداعاتها بعقلية المشاهد المصرى، وتحترم رغبته فى متابعة الأعمال الفنية المتميزة .