فردوس عيسى تكتب: هدنة مع الورق

الحق أن الورق كان رفيق دربى لعهود، سجل كل اللمسات خط الدموع ورسم الضحكات، كان مربعى الخاص، وللأمانة كان وفيا حقا كلما احتجته وجدته لكنى أحتاج لهدنة.! فلا رغبة لى فى التملق عليه بزيادة أكثر ولا داعى لأن أخط عليه ما أندم عليه غدا، لذلك أدعو لهدنة. ففى حرب الاستنزاف التى ستقام بيننا سنخسر كلانا فأنا سأخط ما لا أود وأنت ستحوى ما لا يليق بك. لن أنسى أنك كائن حى مثلى لكنه أعيد صنعه فدوما ثم دوما هناك روح خفية لك فى مثنياتك تقرأ معى. ولو لم تكن فيك تلك الروح لكنت أعرضت عنى منذ زمن. وما كنت سلمتك زمام صنعى الأكبر... الكتابة . شكرا يا ورق على صدقك معى ... واحتوائك لى فى وقت الوجع كنت بمثابة حضن يدفن فيه المرء عقله الباطن حتى يحيا بعقله الظاهر . لكنى بحاجة لغدر البشر وقتا حتى أقدر أن أعود فأفرغ فيك شيئا ولا تقلق لن يتكرر قديم كتابتى عليكى فلا قدرة على الهوية البشرية فى التخمين .. سأنتظر وقت تهالك قواى معهم وأعود، هى هدنة فقط من أجل بداية العهد الجديد .