سمير البهواشى يكتب : الفتوى أشد من القتل ؟

المصرى إنسان متدين بالفطرة يتأثر كثيراً بما يسمعه من شيوخه فى المساجد وعلى شاشات الفضائيات لذلك فأهم أسباب ما نحن عليه من كسل وإهمال وعدم إتقان وجنوح البعض إلى العنف فى حل المشاكل التى يمكن أن تحل بالحوار واستحلال سرقة المرافق العامة كالكهرباء والمال راجع لانشغال معظم الدعاة ولفترة طويلة وحتى الآن للأسف بالفتوى فى الأمور التى تدغدغ غرائز الإنسان الدنيا بدلا من أن يركزوا على قضايا الحياة والعمل الجاد والتعاون على البر والتقوى لتكون مطايانا للآخرة والأدهى أن معظمهم ليس أهلا للفتوى فهى فرض كفاية وليست فرض عين على كل من تعلم علوم الدين، ثم إن لدينا هيئة محترمة للفتوى بالأزهر الشريف وقد جاء فى كتاب أدب الفتوى لأبى عمرو عثمان بن الصلاح الشهرزورى عن أبى حصين الأسدى أنه قال : أن أحدكم ليفتى فى المسألة ولو وردت على عمر – رضى الله عنه – لجمع لها أهل بدر !! أقول قولى هذا بعد أن قرأت خبرا فى بعض الصحف عن فتوى نسبت لأحد السلفيين ( والعهدة على من نشرها ) يحل فيها راتب الموظف الذى يتقدم لوظيفته بمستندات مزورة تستوفى شروط القبول خلافا لواقعه العلمى والعملى المتدنى ويقبل للعمل فيها بينما لا ينالها من هو أكفأ منه وأعلى تعليما فى الواقع !! فصعقت وكثيرين غيرى لكون الفتوى تؤكد أن مثل هذا الموظف آثم لتزويره بينما راتبه حلال ولقمته حلال مادام يؤدى العمل المنوط به على أكمل وجه مع أن ما فعله يصنف شرعاً بالغش، ومبنى على الباطل وما بنى على باطل فهو باطل ؟؟ . ومفهوم الغش فى الإسلام هو إظهار محاسن شىء (المؤهلات المزورة كمزايا) وإخفاء عيوبه (وهو أنه راسب إعدادية) تضليلا للناس ( وهم هنا أصحاب العمل ) وأكلا لأموالهم بالباطل. وحكمه حرام لقوله تعالى: "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل" وقوله صلى الله عليه وسلم : " من غشنا فليس منا" ومن أضرار التزوير أنه يجعل الأمة تتسم بالنزاعات والأحقاد والكراهية وضياع الحقوق وأكل أموال الناس بالباطل وهدم الثقة بين أفراد المجتمع ثم تفكك الصلات بين الناس. لذلك فإن الإسلام سعى إلى محاربته بوسائل كثيرة، فأمر بمراقبة الله فى كل حال، والسعى إلى العمل الصالح وتحرى اللقمة الحلال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل لحم نبت من سحت ( غش أو تزوير أو تدليس ) فالنار أولى به، كما أوصى سيدنا معاذا فقال : يا معاذ أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة . وقال تعالى : " ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون، ليوم عظيم " صدق الله العظيم، وطبعا التطفيف غش صريح من جميع النواحى، فالمطفف يحب أن يكون شاطرا على الغير فى البيع والشراء ( فيبيع الغث على أنه سمين) وماكرا فى الأخذ والعطاء فيأخذ الصالح بسعر الفاسد ؟؟؟ وبعد كل هذه الصفات التى تضاد مقاصد الشريعة السمحة التى تدعو إلى العدل والحب ومراقبة الله وتولية كل من نتوسم فيه تقوى الله فى السر والعلن، وبعد أن نعرف أن الرسول الكريم قال ما معناه : من ولى أمرا من أمور الأمة فغشها لم يشم ريح الجنة يوم القيامة ؟ يأتى منا من يحلل للناس الغش ليتفشى الظلم بدل العدل ويشيع الكره وينحسر الحب ويجعل طلابنا يؤدون صلاة الفجر صبيحة الامتحانات ويدعون الله أن يوفقهم بينما تعج جيوبهم بالـ ( برشام ) الذى سهروا على كتابته ليكون مرشدهم فى إجاباتهم ويحسبونه هيناً بناء على فتاوى المضلين وهو عند الله عظيم !!



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;