من المعلوم لدى الجميع أن أمتنا واحدة سواء العربية أو الإسلامية، وما الحدود التى تفصل بين شعوبنا إلا من صنع أعداء الأمة ومن تخطيط الماكرين الحاقدين عليها وعلى ديننا الحنيف المتربصين بنا الدوائر ليذيقوننا الذل والهوان ويضعفوننا ويسرقون وينهبون خيراتنا وثرواتنا، كما هو واقع اليوم تقسيم الأمة والمكر بها ونشر الخلافات والعقائد والأفكار الهدامة لحاضرها وماضيها ومستقبلها أمر يعرفه ويعلمه الجميع ولا غرابة فى ذلك.
لكن الغريب والعجيب أن يقوم المثقفون والمفكرون العرب بتكريس الانقسام والعنصرية بين أمتنا العربية والإسلامية من حيث يشعرون أو لا يشعرون وقد يستغرب ذلك الكثير عندما يقرأ هذه الكلمات ولكن هذه هى الحقيقة المرة التى يجهلها خواص هذه الأمة فضلا عن عوامها، وسأبين ذلك لكم الآن كثيرا ما نسمع ونقرأ ممن ينادون بالوطنية وحفظ الحدود والوطن ويمجدون الوطنية والمواطنة وهذا حق من وجه وباطل من وجه آخر فالوطنية والمواطنة التى ينادى بها أكثر المثقفين والمفكرين العرب بل والغالبية العظمى من علماء الأمة هى وطنية تخص بلد واحد وشعب واحد وتتجاهل بقية الأوطان والشعوب العربية والإسلامية وهذا جهل كبير لأن الأصل إننا وطن واحد وشعب واحد وأمة واحدة عربية أو إسلامية هذه هى الحقيقة التى لا تقبل النقاش ولا الخلاف ولا القسمة على اثنين والتى يجهلها الخواص فضلا عن العلماء وهنا سؤال مهم أين دور العلماء والمفكرين والمثقفين فى بيان الخطأ من الصواب وبيان أن ما ينادون به من الوطنية والمواطنة المخصوصة ببلد وشعب دون غيره من الأوطان والشعوب ما هو إلا تكريس للعنصرية والتقسيم وتربية الشعوب على أن هذا الوطن المخصوص الذى تعيش فيه والشعب الذى تنتمى إليه هو وطنك وشعبك ولا يوجد شعب أو وطن لك غيرهما.
تربية الناس على هذا هو أسوء من تعرض الشعب لقنبلة نووية أو ذرية لأن هذا الفكر وهذه التربية تستقر فى عقول وقلوب من تربوا عليه ولا يمكن تغيير ذلك بسهولة لهذا لابد أن ينتبه المثقفون والمفكرون والعلماء إلى ضرورة نبذ هذه الافكار الهدامة التى تكرس الانقسام والعنصرية بين الشعوب العربية والإسلامية ولابد من خطاب أنضج وأشمل وأرشد يدعو الأمة إلى التوحد ولم الشمل وإن أفراحها واحدة وأحزانها واحدة وهم جسد واحد إن أصابه شىء تألم منه الجسد كله.