أصلها كمان كانت ناقصة عالم افتراضى وخيالى بقدر ما له من إيجايبات له العديد من الكوارث والسلبيات إنه عالم الفيس بوك ورفاقه.
وقبل أن نتعرض له دعونا نرى ذلك التطبيق العجيب، الذى هبط علينا فى ليلة وضحاها وهو تطبيق "الصراحة".
فبمجرد أن تقوم بتحميله على جهازك عليك بتقبل سيل من الانقادات والشتائم والإباحية لا يمكن وصفه، وتكون حجة صانعيه أنهم يريدون أن تكون النفوس بين الأفراد متراضية وصافية والناس تحب بعضها!!
وأيا من كان مخترع ذلك التطبيق السرطانى الذى سيتسبب فى فترة وجيزة فى المزيد من الحقد والكراهية والضغينة والمشاعر البغيضة بين الأفراد لأنه ببساطه يدعو الآخريين لتقييمك دون أن تعرف من هم وما هى الأهداف الخفية لسرعة نشر هذا التطبيق الشيطانى.
دعونا نستكشف ونحذر كل الحذر من تلك الكوارث الهابطة علينا من ذاك العالم الافتراضى عالم السوشيال ميديا.
وأعود إلى الكبير والزعيم والأصلى وهو الفيس بوك فبداية لا ننكر جميعنا أننا استفدنا منه اجتماعيا بعض الشىء فى إحياء علاقات قديمة بين الأفراد أو إنشاء علاقات جديدة بين آخرين أو تقريب وجهات النظر فى أحيان أخرى.
لكننا ننسى أو نتناسى أحيانا بل وكثيرا أننا نتعامل معه من خلال شاشة الكمبيوتر أو الموبيل أو التابلت.. وبعيد كل البعد عن أرض الواقع وعن التجربة وعن المشاعر الإنسانية وأعمال العقل والمنطق فنحكم على الأشياء من مجرد صور أو كلمات أو فيديوهات تحمل بين طياتها الصالح والطالح بل وتحمل ما هو أشد فتكا من مجرد خداع أو كذب أو وهم تحملُ مخططات لجهات غير معلومة تبغى نشر أفكار أو رؤى أو معتقدات بكل تأكيد ليس بها خيرا أو نفعا للمجتمع، ناهيك عن الاستخدامات الأخرى غير الأخلاقية فى معاكسة الآخرين أو اتخاذه ذريعة لعلاقات غير سوية أو نصب على المواطنين وخلافه.
حقيقة لم أتعجب يوما عندما اتصل بى أحدهم عارضا أن يقوم بعمل صفحة رسمية لى تعرض ما أقوم بعمله من كتابات ومقالات وآراء أو بعض الأعمال الإعلامية الأخرى، مستشهدا أنه قام بعمل صفحة لفلانة أو فلان الكاتب أو المذيع أو الإعلامية أو صاحب أى عمل آخر، وأنه يستطيع أن يضيف لى شهريا عددا من المتابعين يترواح بين 5000 أو 10000 أو أكثر حسب المبلغ المالى المتفق عليه!!!
وعندما سألته كيف تفعل هذا قالى لى إنه سر المهنة وأكل العيش، وأن له طرقا مبتكرة فى ذلك دون أن أتكلف مشقة عمل إعلان على الفيس لزيادة عدد المتابعين، وأنه أرخص بكثير منهم والدفع بالعملة المصرية وليس بالدولار.
منذ البداية كنت قد حسمتُ أمرى بالرفض النهائى للفكرة، لكنى توقفت كثيرا أمام تفصيلاتها، وكيف يقوم هذا الشخص بجمع أكبر عدد من المشتركين؟ وبالطبع منهم الكثير من الحسابات الوهمية لأشخاص وصفحات يديرها هؤلاء بحرفية وتضليل لمجرد زيادة عدد الإعجاب أو التعليقات لشخصية ما، وذلك بالطبع لإعطاء انطباع خادع وكاذب أن له قراءه ومعجبيه ومتابعيه بالآلاف، مع أن حجم إنجازه أو إن شئنا الدقة موهبته أو إبداعه... لا يوازى ذاك العدد اللانهائى من المعجبين والمعجبات.
وفى أحيان قد نرى عنوانا عكس المحتوى تماما لمقطع فيديو على اليوتيوب لمجرد زيادة نسب المشاهدة لأكاذيب واهية.
تيقنت وقتها كل ما كان يدور بخاطرى حول هذا العالم الخادع الذى ننجرف إليه أحيانا بنسبة كبيرة، ونجعله مرجعية للعديد من الأمور الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتاريخية بل ونضفى عليه صفات المصداقية والأمانة!! وكيف يمكن أن يؤدى فى النهاية لكوارث ومصائب تختلف من مكان لآخر.
لن أطيل عليكم أصدقائى، فقط دعونا أن نكون أكثر حرصا وأعمق تفكيرا وأشد تدقيقا فيم نحياه هذه الأيام فى عالم الإنترنت (فيس - تويتر - إنستجرام يوتيوب - إلى آخره)، بصفة عامة فنتحرى الدقة والحقيقة والصدق من أكثر من مصدر لا خلاف عليه بل يتفق عليه نسبة كبيرة من الناس كى لا ندفع ثمنا باهظا للانسياق وراء هذا العالم الافتراضى.
فى النهاية أوعى يغرك فيس بوكك...... دمتم سالمين.