تتبع خطوات المحبة وإشارات الهداية، ومهما كانت مسالكها صعبة فاستمر، فالدنيا ضاحكة باسمة لمن يراها بعين التفاؤل، فكن فيها ابتسامة للشفاه لمن ضل وتاه، عناق فيها أحلامك وتمسك بجذورك وبصيص النور فى أعماقك، تحرر من مخاوفك وأسأل الله أن يشدَ أزرك حتى تتغلب على أحزانك، وأذكر الله فى كل سلوكياتك وأقوالك وأفعالك، قاوم طغيان نفسك من ظلمك لها وأسعى لتحقيق أهدافك.
اكتشف سر وجودك وخبايا نفسك، فالسعادة بداخلك أجعلها تشرق على حياتك وتضىء أيامك، مهما كانت إخفاقاتك حاول لتكون، لتنجح وتعلن لمن حولك عهد بداية نجاحك.
لا تفكر فى كل شىء وتقلق من كل شىء حتى لا تفقد كل شىء وتعيش خارج حدود زمنك، فأنت دون أن تشعر تجبر نفسك على حمل أوزان أكبر من طاقتك فتخرج من دائرة التفكير المنطقى إلى حالة من الشرود والضياع وتغيب عن الحياة بهذيان مستمر وبمحض إرادتك فتشعر برتابة وجوه من حولك والعبث التام، فقط كن صاحب قيمة حقيقية بإتقان ما تقوم به من عمل وانضج بعمق بمرور الوقت مع تطور مجتمعك فأنت جزء منه، وبقيمة ما تقدمه للبشرية تمح سطور الأسى، بل تكسبك المعاناة التى مررت بها رهافة الحس وتزيد من إدراكك لمعانى المواقف والابتلاءات والمتناقضات.
اخرج من بئر رغباتك التى تقودك وتستعبدك، اخرج من تيه العقل المخدوع ومن سعيك الباطل إلى أرض الحق، طهر نفسك من زيف أفكارك وعش فى دائرة رضا الرحمن، واملأ قلبك باليقين وكفك من القناعة الحقيقية التى لا تنظر إلى اشتهاء ما للغير، كن لؤلؤة غالية بقناعة ما أنت فيه من نعم الله عليك وغير ما أنت عليه لأفاق أفضل وأرقى.
كن على قناعة حقيقية وبيقين راسخ بأنك جئت للحياة لدور عظيم حاول اكتشافه، وأسعد بما أنت فيه وطور ما أنت عليه وبما يقدمه الله لك وبما يسخره من الأسباب فى مسيرة حياتك فتشعر بتغيير حقيقى فى عمق نفسك فإذا لم تسعد بما وهبك الله من نعم فلن تجد الراحة فى مكان آخر.