ذلك يحدث عندما تتفاقم القوة الاستدراكية داخل الدائرة الحلزونية الموجودة فى عقل الشخص، الذى يحمل بين أضلعه الضلع الذى خُلقت منه السيدة التى أصبحت أماً للعالم أجمع، فقادته إلى ”أزمة الثقة”.
نعم، والآن أغلق فمك، وإن عجزت عن قراءة كل هذا الكلام، أو حتى عجزت عن فهم محتواه أو الهدف منه، تجاهله، كل ما أردت قوله هو أننا ننظر إلى الطرف الآخر على أنه كائن مُشفر يتفوه بالكثير مثل هذا الكلام، وهو بباله ألف خطة وخطة وحائر بين آلاف المخططات الإرهابية الماثونية الدنيئة كى يتمكن منك بشكل أو بآخر.
البعض منا، إن لم يكن أغلبنا، يواجه هذا المرض المزمن الذى كاد يتفشى ويتمكن من كل خلية بعقولنا وأرواحنا وكياننا بأكمله، لذلك فلنقم بتجربة لذيذة إن لم تكن القشاية التى سنتعلق بها كى ننجو من هذا المرض، فلتكن من باب المتعة والتجربة.
فلنتخيل كل شخص على حدة، ممثل يقف على خشبة المسرح، يقوم بلعب شخصية أنت لا تعلمها، وأنت المشاهد الوحيد، وعليك حل لغز شخصيته من تتابع الأحداث، الأحداث التى سيكوّنها تدريجياً انفعالاته، أفعاله وردود أفعاله، كُن مشاهداً جيداً لممثل جيد، حلل شخصيته، عليك أن تعلم أنك لن تخرج من القاعة قبل أن تكشف اللغز.
دعنى أضرب لك مثالا، الممثل القدير خالد الصاوى فى فيلم عمارة يعقوبيان، وفى فيلم الباشا تلميذ، ثم مسلسل الصعلوك أو هى ودافنشى، هل سألت نفسك فى يوم من الأيام أى شخصية من الشخصيات التى لعبها خالد الصاوى فى هذه الأعمال الفنية أقرب إلى حقيقته؟! فكر فى إجابة السؤال ملياً ثم عُد مرة أخرى إلى عرضك الخاص، إذا رفع الممثل يداً فمن المؤكد أن له مبررا، من المؤكد أنه وراء كل حرف ينطق به وتحريك عصب واحد مبرر قوى بسببه أرسل العقل إشارات للجسم بتفسيره على صورة فوتونات منبعثة نستطيع رؤيتها، إذا تمكنا من فهم كل ما يقوم به وتتبعنا حتى معدل تنفسه، سنعرف كل شىء من أول أبعاد شخصيته حتى أهدافه ومنتهاه (يعنى هنجيب آخره)، ومن هذا الشخص لكثير غيره ممن هم فى حياتك.
حتى تتحول من مُشاهد ومُتابع قوى لمُحلل قوى، (هتقدر من مكانك تقرأ كل شخص يتعامل معاك) إذا تم تنفيذ هذه التجربة كما ينبغى، ستتمكن من معرفة متى قام الممثل (الشخص المقصود) بتغيير خططه، وإلى أين وجه أفكاره ولماذا، ستكون المتحكم الوحيد فى كل شىء، وحينها لن تعُد بحاجة إلى أن تشعر بالخوف من أحد ولا أن تعانى من أعراض أزمة الثقة، لن تعد بحاجه إلى أى شىء سوى زاوية مناسبة لعينيك حتى تتمكن من توجيه عقلك وطاقتك إلى الشىء السليم (شغل مخك تاكل ملبن).