تأتى صباحاً إلى نفس الشاطئ
تجلس هناك وحيدة ..
ترحل فى هدوءٍ ..
وفى الصباح التالى تعود
يقتلنى الفضول لأعرفَ
قصة الفتاة حمراء الخدود
وقررت اليوم فقط أن أسألها
أياً كان ما ستحمله العواقب
أو حتى الردود !
تقدمت نحوها بخطواتٍ
أشبه بحركةِ سجين
حررت قدماه
بعد سنوات من القيود
وسألتها ..
ما قصة هذا الشرود!
حتى أشد العواصف
لم تمنعك من البقاء هنا
فما سببه ذاك الصمود!
قالت..
ما هو مصير القاتل
بقضية ليس بها شهود!
يطلقون سراحه غالباً
ولا يستطيع عن سجن
أفكاره أن يحود
أما أنا فقد قتلت
فارس أحلامى المنشود
على هذا الشاطئ
جاء يسألنى الحب
يحمل فى يده هدية
وفى الأخرى باقة ورود
يحمل فى قلبه أمنية
وفيض من أوفى العهود
لم يكن يرجو من الدنيا
سوى حمراء الخدود
ضحِكتُ منه ساخرةً
فمن هذا ليحب فتاة
لم يرد لها وصفاً
فى الكتب أو حتى بالتلمود
ذبَحتهُ كلماتى بسكينٍ
فحاول جمع أشلاءه
وغاب فى الزحام
بين الحشود
ورجعت إلى البيت
لأجد على الباب
بعض الطرود
فتحت أحدها فعرفت
أنه كان يكتب عنى
فى كل يوم قصيدة
آخرها كان "حب الخلود"
وفى الصندوق الثانى
عطور كان يصنعها لأجلى
وفى الثالث وجدت ألحاناً
قد عزفها على أوتار عود
وآه من الصندوق الأخير
صورٌ لسفينة صنعها بنفسه
وسماها كاسمى "الــ أميرة"
لم أر أبداً فى جمالها المشهود
وندمت يا سيدى ..
فمن تلك التى ترفض
حباً كهذا لن تجده ثانية
فى كل الوجود
مسرعةٌ إلى الميناء
أخذت أركض
كما تجرى الفهود
وبحثت عنه هنا وهناك
فلم أجده!
فقلت أسأل أين السفينة؟
فأخبرونى أن "الــ أميرة"
قد رحلت ولن تعود